السبت 22 فبراير 2025 ص
يعمل العراق على تعزيز أمنه الغذائي من خلال دعم القطاع الزراعي وتطوير تقنيات حديثة للتكيف مع التحديات البيئية والاقتصادية. وفي هذا الإطار، تقدم منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» الدعم للحكومة العراقية لوضع استراتيجيات تهدف إلى تحسين الإنتاج الزراعي، مع التركيز على الاستدامة في إدارة الموارد الطبيعية وزيادة قدرة المجتمعات على التكيف مع التغيرات المناخية، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في المستقبل.
صلاح الحاج حسن، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في العراق، شدد على أهمية وضع استراتيجيات للنهوض بالأمن الغذائي بدعم القطاع الزراعي ومعالجة شح الماء.
وقال حسن، في تصريحات لـ«إرم بزنس» إن المنظمة ملتزمة بدعم الزراعة المستدامة، كاستجابة للتحديات المناخية والحاجة إلى زيادة إنتاج الغذاء.
وتناول حسن، نهج منظمة «الفاو» من خلال العمل على برمجة التحسينات المتبعة، بما يضمن الاستدامة والمرونة في إنتاج الأغذية وتوزيعها عبر إدخال معدات وممارسات إدارية حديثة وقادرة على الصمود في وجه تغير المناخ.
وتقترب منظمة «الفاو» من الموافقة على إطار البرمجة القُطرية الجديدة للفترة بين 2025 و2030 للبناء على الإطار السابق، ليتماشى مع أولويات الحكومة.
ويشكل إطار البرمجة القطرية أداة المنظمة الاستراتيجية للتخطيط والبرمجة على المستوى القطري.
وبحسب حسن، يهدف هذا الإطار إلى تعزيز الأمن الغذائي، وتحسين الإنتاجية الزراعية، وضمان الإدارة المستدامة للموارد، وبناء القدرة على الصمود بين المجتمعات الضعيفة؛ ما يساهم في التنمية الوطنية الأوسع نطاقاً ولدعم هذه الجهود.
ممثل منظمة «الفاو» في العراق، استعرض أسباب الأزمة، وتغير المناخ، مشيراً إلى الاضطراب الاقتصادي، والأزمات الإقليمية، وانخفاض الإنتاج الزراعي، والاعتماد على الواردات الغذائية.
تعد الزراعة ركيزة أساسية للاقتصاد العراقي، إذ تهدف السياسات إلى تعزيز الأمن الغذائي من خلال مبادرات رئيسة، بما في ذلك الانتقال إلى تقنيات الري الحديثة، وتطوير أصناف جديدة من المحاصيل وسلالات ماشية عالية الجودة مناسبة لظروف العراق، واعتماد سياسات الدعم والتسعير المناسبة.
وأدت هذه الاستراتيجيات إلى نتائج إيجابية، أبرزها تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، وهو المحصول الأساسي للمستهلكين العراقيين، لمدة عامين متتاليين، إذ تجاوز الإنتاج 5 ملايين طن في العام 2023 وتجاوز المخزون، ووصلت إلى أكثر من 6 ملايين طن في العام 2024.
وتؤكد خطة العراق للتنمية المستدامة لعام 2030 على الزراعة المستدامة باعتبارها أساسية للتغلب على تحديات مثل الفقر وتغير المناخ وإدارة الموارد.
ويتطلب تحقيق ذلك تحويل النظم الزراعية في العراق إلى معالجة القضايا المترابطة المتعلقة بالأمن الغذائي والقدرة على الصمود في وجه تغير المناخ وإدارة الموارد الطبيعية.
التقارير الأممية تشير إلى أن العراق احتلت المرتبة 83 من بين 113 دولة في معدل الأمن الغذائي العام 2024، وبحسب التقديرات فإن قرابة 3 ملايين شخص في العراق يواجهون انعدام الأمن الغذائي.
هذه الإحصائية اعتمدت على مؤشرات منها معدل الإنفاق على الغذاء من الإنفاق الأسري، ونسبة السكان تحت خط الفقر ومتوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي والإجمالي.
تراجع نصيب الفرد من الناتج الزراعي وكذلك تدهور نسبة مساحة الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي وشح الماء، أدى إلى تقلص الأهمية النسبية للقطاع الزراعي في الهيكل الاقتصادي العراقي وزيادة الاعتماد على المصادر الخارجية لتغذية السكان.
وبحسب ممثل «الفاو» تنسق المنظمة مع الشركاء الوطنيين والدوليين، وتقود العديد من الأنشطة الرئيسة، بما في ذلك فريق التنسيق القطاعي المعني بالأغذية والزراعة والري، والبرنامج الاستراتيجي لتعزيز إدارة الموارد الطبيعية وإدارة مخاطر الكوارث المناخية، ومجموعة عمل المياه، مشيراً إلى أن أهمية هذه الجهود التعاونية لتعزيز مسار العراق نحو الأمن الغذائي المستدام.
