في الوقت الذي ظل فيه معدل انتشار نقص التغذية على مستوى العالم ثابتاً خلال عام 2023 عند مستوى 9.1%، وهو نفس المعدل المسجل في 2022، شهد نقص التغذية في المنطقة العربية اتجاهاً تصاعدياً مقلقاً مدفوعاً في الأساس بالآثار المستمرة للنزاعات، والتباطؤ الحاد في النمو، والضغوط التضخمية، والتغيرات المناخية، واضطرابات سلاسل الإمداد العالمية.
وسجل نقص التغذية في البلاد العربية ارتفاعاً بنسبة 0.6% خلال 2023 ليصل إلى 14%، ليبلغ عدد من يعانون من نقص التغذية 66.1 مليون شخص، بزيادة قدرها 4 ملايين فرد عن العام 2022.
قال تقرير صادر من «منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة» «الفاو»، اطلعت عليها «إرم بزنس»، إن نحو 39.4% بما يعادل 186.5 مليون نسمة من سكان المنطقة العربية يعانون انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد خلال 2023، بزيادة قدرها 1.1% عن العام 2022، بينما واجه 15.4% من السكان نحو 72.7 مليون نسمة انعداماً شديد في الأمن الغذائي خلال العام الماضي.
التقرير الذي حمل عنوان «نظرة إقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا 2024- تمويل تحول النظم الزراعية والغذائية من أجل الأمن الغذائي والتغذية»، أضاف، أن أعلى معدلات انتشار نقص التغذية كان في البلدان منخفضة الدخل، حيث بلغت 31.1%، وفي أقل البلدان العربية نمواً بنسبة 28.8%.
ضمت البلدان المتأثرة بالنزاعات النصيب الأكبر من الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد في العام 2023، بأعداد بلغت 44.1 مليون شخص. وتشير النزاعات المتصاعدة في بلدان، مثل السودان، والأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى استمرار هذا الاتجاه التصاعدي.
سجلت الصومال أعلى معدل لانتشار نقص التغذية بنسبة 51.3%، تلتها اليمن 39.5%، وسوريا 34%، ثم جزر القمر 16.9%. وشهدت غزة تحولاً مأساوياً نتيجة النزاع القائم، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا إلى مستويات غير مسبوقة مع تعرض القطاع لدمار واسع النطاق، وشهدت نزوحاً جماعياً للسكان، إضافة إلى قيود مشددة على حركة البضائع التجارية، وصعوبات بالغة في إيصال المساعدات الإنسانية.
وأظهر تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في ديسمبر 2023 مخاطر منذرة بالمجاعة في القطاع، إذ إنه بحلول يونيو 2024 عانى جميع سكان غزة من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي.
وبصورة أعلى، فإنه من المتوقع أن يواجه نصف سكان قطاع غزة 1.11 مليون نسمة ظروف كارثية بحسب التقرير.
تظل مؤشرات سوء التغذية مقلقة في المنطقة حسبما ذكر التقرير، إذ بلغ معدل زيادة الوزن بين الأطفال دون سن الخامسة والبالغين، في العام 2022، ضعف المتوسط العالمي تقريباً، وارتفعت كلفة اتباع نمط غذائي صحي بنسبة 28.2% بين عامي 2027-2022، في حين لم يتمكن نحو ثلث سكان المنطقة من تحمل كلفة هذا النمط في العام 2022.
ورصد التقرير إجمالي التمويلات للأمن الغذائي والتغذية، والتي تشمل: الزراعة، والأغذية، والغابات، ومصايد الأسماك في المنطقة بنحو 28.4 مليار دولار في العام 2021.