logo
اقتصاد

بعد سنوات من الغياب.. سوريا تعود إلى قائمة الوجهات المفضلة للمسافرين

بعد سنوات من الغياب.. سوريا تعود إلى قائمة الوجهات المفضلة للمسافرين
مطار حلب الدولي يستقبل رحلة داخلية من مطار دمشق الدولي في سوريا يوم 18 مارس 2025 المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:28 أبريل 2025, 05:58 م

تشهد حركة السفر في الشرق الأوسط خلال عام 2025 تحولات لافتة تعكس تغيّرات أوسع في المشهد الإقليمي والعالمي، وفق تقرير جديد أصدرته منصة السفر الإلكترونية «ويجو».

وبينما واصلت مصر والسعودية تصدرهما لقائمة الوجهات المفضلة، برزت سوريا ونيبال كلاعبين جديدين على الخريطة، في حين تراجعت شعبية الولايات المتحدة، وسط تأثيرات متزايدة للمتغيرات الجيوسياسية وسياسات التأشيرات.

التقرير، الذي استند إلى تحليل عشرات الملايين من عمليات البحث عن رحلات الطيران والفنادق خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام، يرصد ديناميكيات سفر جديدة، أبرزها تفضيل المسافرين للوجهات القريبة وسهولة الوصول، على حساب الرحلات الطويلة والمكلفة.

أخبار ذات صلة

السعودية وقطر ستسويان متأخرات سوريا لدى البنك الدولي

السعودية وقطر ستسويان متأخرات سوريا لدى البنك الدولي

مصر والسعودية تتصدران المشهد

واصلت مصر احتفاظها بموقعها كأبرز وجهة دولية للمسافرين من الشرق الأوسط، مستفيدة من موقعها الجغرافي، ووفرة خيارات السفر منخفضة التكلفة، واستقرار خدمات النقل الجوي. وأشار تقرير «ويجو» إلى أن مصر تحتفظ بالصدارة منذ 2014، مع تسجيل نمو متزايد في الطلب عبر أسواق دول الخليج.

في المقابل، حافظت السعودية على المركز الثاني، بدعم من تدفق مستمر للزوار بغرض الحج والعمرة، بالإضافة إلى النشاط السياحي والترفيهي المدعوم بمشاريع رؤية 2030. واستفادت المملكة من توسع شبكات الربط الجوي وتحسين البنية التحتية للمطارات والخدمات الفندقية.

أما الهند، فقد عززت موقعها في المركز الثالث، مستفيدة من العلاقات العميقة مع دول الخليج، والتوسع الكبير في خطوط الطيران الجديدة مثل «إنديغو» و«أكاسا إير»، وخطط التوسع لشركات مثل «الملكية الأردنية» باتجاه دلهي ومومباي، مما زاد جاذبيتها لدى المسافرين الباحثين عن الروابط العائلية والفرص التجارية.

صعود سوريا ونيبال

سجلت سوريا عودة لافتة إلى مشهد السفر الإقليمي، بعدما قفزت 30 مركزاً لتدخل قائمة أفضل 10 وجهات بحثاً على منصة «ويجو». وجاء هذا الصعود مدفوعاً باستئناف الرحلات المباشرة من مطاري دمشق وحلب إلى عدد من دول الخليج، بما في ذلك رحلات الخطوط الجوية القطرية التي سجلت معدل إشغال بلغ 90% على خط الدوحة-دمشق. ويتوقع أن تتعزز حركة السفر إلى سوريا مع استمرار استئناف شركات طيران أخرى لرحلاتها وزيادة الثقة تدريجياً في البنية التحتية والخدمات.

كما حققت نيبال تقدماً واضحاً في التصنيفات، بعد أن افتتحت مطار بوخارا الدولي أمام الرحلات الدولية مطلع العام الجاري. ويسهّل المطار الجديد الوصول إلى المعالم الطبيعية والجبلية الشهيرة في البلاد، مما يجعلها خياراً جذاباً للمسافرين من الشرق الأوسط الباحثين عن السياحة البيئية والمغامرات.

الولايات المتحدة تتراجع تحت وطأة القيود

في المقابل، شهدت الولايات المتحدة تراجعاً ملحوظاً في معدلات اهتمام المسافرين من الشرق الأوسط، حيث انخفضت عمليات البحث بنسبة 9% مقارنة بالعام السابق. وأرجع تقرير "ويجو" هذا الانخفاض إلى تشديد قيود التأشيرات وسياسات الدخول، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية.

وتفاقمت هذه التحديات مع تأثير الكوارث الطبيعية، حيث سجلت لوس أنجلوس أكبر تراجع في الاهتمام بعد سلسلة حرائق الغابات التي ضربت جنوب كاليفورنيا في يناير الماضي. بينما استطاعت ميامي الحفاظ على مكانتها كوجهة مفضلة للسياحة الشتوية بفضل طقسها المعتدل وخيارات الترفيه المتنوعة.

أخبار ذات صلة

قمح العراق.. شريان دعم جديد لسوريا ما بعد الحرب

قمح العراق.. شريان دعم جديد لسوريا ما بعد الحرب

أوروبا وآسيا.. ثبات مع تغييرات طفيفة

على صعيد الوجهات الأوروبية، واصلت المملكة المتحدة تصدرها كأهم وجهة للمسافرين الشرق أوسطيين، رغم تراجع طفيف عن مستويات الأعوام السابقة، بعد رفع ضريبة على المسافرين جواً (APD)، مما زاد كلفة السفر إلى المملكة المتحدة بحوالي 115 دولاراً للفرد.

في المقابل، صعدت إيطاليا إلى المركز الثاني أوروبياً، متجاوزة أذربيجان، مستفيدة من أنماط السفر الموسمي وارتفاع الطلب على الرحلات خلال الربع الأول من العام. فيما فقدت بعض الوجهات شرق الأوروبية مثل جورجيا والبوسنة والهرسك جزءاً من جاذبيتها لصالح دول غرب أوروبا مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا.

وفي آسيا، احتفظت تايلاند بمركزها كأبرز وجهة سفر آسيوية للعام الرابع على التوالي، مدعومة بسياسات تأشيرات مرنة وحملات ترويجية قوية، إلى جانب توسع شبكة الرحلات المباشرة من السعودية إلى مدن مثل بوكيت. بينما تبادلت الفلبين وإندونيسيا مراكزهما بشكل طفيف، مع استقرار التصنيفات لبقية دول المنطقة.

توجهات السفر.. تفضيل الجوار

خلص تقرير «ويجو» إلى أن تفضيلات السفر في الشرق الأوسط باتت تميل أكثر إلى الوجهات القريبة التي توفر الراحة وسهولة الوصول وتكاليف أقل. وساهمت التحسينات في الربط الجوي الإقليمي وتسهيلات التأشيرات في تعزيز هذا التوجه، بينما حدّت السياسات المشددة والتكاليف الإضافية في بعض الدول الغربية من الإقبال على السفر الطويل.

ويتوقع أن يستمر هذا النمط خلال الفصول المقبلة، مع تأثير مستمر للظروف الجيوسياسية والمتغيرات الاقتصادية على خيارات المسافرين.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC