إرم الاقتصادية - تراجعت أسعار الذهب بشكل حاد خلال تعاملات يوم الجمعة، ليهبط إلى أدنى مستوياته في أكثر من 3 اسابيع، وهو ما وضع المعدن الأصفر على الطريق نحو تكبد خسائر أسبوعية للمرة الثانية على التوالي، وسط صدور بعض البيانات الاقتصادية وتصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي.
تراجعت أسعار عقود الذهب الفورية بنحو 0.54% لتصل إلى 1,619.81 دولارا للأوقية، عند أدنى مستوياتها لأدنى مستوياتها منذ 27 سبتمبر، كما تراجعت أيضا العقود الآجلة للسبائك تسليم ديسمبر بنحو 0.84% لتصل إلى 1,623.10 دولارا للأوقية.
وفي نفس الوقت وفضلا عن الذهب ، هبطت عقود الفضة الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 2.22% إلى 18.28 دولارا للأوقية، كما انخفضت أسعار البلاتينيوم بنحو 0.85% إلى 908.32 دولارا للأوقية، وكذلك تراجعت أسعار البلاديوم بنسبة 2.03% إلى 2,020.17 دولارا للأوقية.
شهد مؤشر الدولار تعافيا كبيرا من التراجع الحاد بجلسة أمس، وارتفع بقوة ليمحو خسائره، ويسجل أعلى مستوياته في أكثر من 10 أيام، حيث صعد بواقع 0.20% مسجلا 113.11 نقطة، دافعا الذهب نحو تكبد خسائر كبيرة، مع تراجع جاذبية السبائك المسعرة بالدولار أمام المستثمرين حاملى العملات الأخرى.
وفي نفس الوقت شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية الآجلة ارتفاعا واضحا خلال تعاملات اليوم أيضا، مما وضع ضغوطا هبوطيا أكبر على الذهب ، ودفعه للتراجع بشكل حاد وتوسيع خسائره لهذا الأسبوع.
وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ أواخر 2007، قبل الأزمة الاقتصادية العالمية، لتصل إلى 4.274%، مع توقعات بمزيد من الصعود خلال الفترة القادمة، مما وضع الذهب على الطريق لإغلاق آخر جلسات الأسبوع على تراجع حاد، ليتكبد المعدن الثمين خسائر أسبوعية أخرى، حيث شهد تراجعا بأكثر من 1.4% هذا الأسبوع حتى الآن.
وفضلا عن هذا، فقد دفعت التصريحات المتشددة والمتشائمة الأخيرة لأعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أيضا الذهب نحو التراجع بقوة.
ولعل آخر تلك التصريحات كان لمسؤولي الفيدرالي الأمريكي باتريك هاركر – عضو البنك بولاية فيلادلفيا – وصانعة السياسة ليزا كوك مساء أمس الخميس، والتي أكدا خلالها أن الفيدرالي الأمريكي سيواصل رفع أسعار الفائدة بقوة لبعض الوقت.
هذا كما أظهرت بيانات أمس انخفاضا كبيرا في عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة خلال الأسبوع الماضي، مما يشير إلى استمرار مقاومة سوق العمل الأمريكي القوي لسياسة الفيدرالي الأمريكي المتشددة، وهو ما عزز التوقعات برفع كبير لسعر الفائدة باجتماع البنك الشهر المقبل.
وانعكاسا لمعنويات المستثمرين، فقد انخفضت حيازات صندوق SPDR Gold Trust - أكبر صندوق تداول مدعوم بمعدن الذهب في العالم - من السبائك بنحو 0.19% إلى 930.99 طنا يوم الخميس.
يرى نائب الرئيس لأبحاث السلع والعملات في شركة Religare Brokingسوجاندا ساشديفا أن الذهب يواجه تراجعا كبيرا، وتتجه أسعار الذهب الآن للتداول في نطاق يتراوح بين 1580 و 1620 دولارا.
كما أوضح ستيفن إينيس الشريك الإداري في SPI Asset Management أن الذهب قد يحظى ببعض الدعم في منتصف طريق فقط خلال دورة التشديد النقدي للفيدرالي الأمريكي، عندما يبدأ المستثمرون بإدراك مدى التداعيات التي سببتها السياسة المتشددة على الاقتصاد.
وأضاف إينيس بأن المستثمرين يترقبون الآن صدور بيانات التضخم والوظائف الأمريكية، وإذا جاء أي منهما مطابقا لتقديرات الأسواق، فإن هذا قد يكون مؤشرا لإبطاء وتيرة التشديد النقدي للتوقف، مما سيؤدي إلى ارتفاع الذهب .
