logo
اقتصاد

"متقلّب ولا يمكن التنبؤ به".. لماذا يحب متداولو الأموال السريعة ترامب؟

"متقلّب ولا يمكن التنبؤ به".. لماذا يحب متداولو الأموال السريعة ترامب؟
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، خلال مناظرة "سي إن إن" الرئاسية 27 يونيو 2024 في أتلانتا، جورجيا.المصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:28 يونيو 2024, 06:02 م

أثارت تعليقات الرئيس الأميركي السابق ومنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي في بعض الأحيان تحركات دراماتيكية في الأسهم والسندات والعملات.

قد يؤدي الأسلوب المندفع للمرشح الرئاسي الأميركي، دونالد ترامب، إلى إعادة التقلبات إلى الأسواق المالية، وهي الحالة التي تناسب مجموعة من متداولي الأموال السريعة العالميين الذين يزدهرون بفضل مثل هذه الديناميكيات، وفق "بلومبرغ".

ومع تنافس ترامب والرئيس الأميركي جو بايدن في السباق الانتخابي، يحاول المستثمرون التفكير جدياً في الكيفية التي يمكن أن تؤثر فيها عودة المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض على كل المجالات، بدءاً من صناعة السيارات الكهربائية ووصولاً إلى اتجاه أسعار الفائدة طويلة الأجل.

كقاعدة عامة، لا تحب الأسواق المالية هذا النوع من عدم اليقين، لكن بالنسبة لفئة فرعية من صناديق التحوط التي تنتهز الفرص كلما أدت تقلبات كبيرة إلى جعل الأسعار تبدو غير منطقية بشكل مؤقت، فإن ذلك لا يشكل مشكلة كبيرة.

وعليه، يرى تقرير "بلومبرغ" أن ترامب يعيد للأسواق ذكريات عن الفرص التي نشأت خلال السنوات الأربع التي قضاها في المنصب، عندما كانت تعليقاته ومنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي تفاجئ المستثمرين، ما يحفز تحركات دراماتيكية قصيرة الأجل في أسعار الأسهم والسندات والعملات.

وفي تصريح لـ"بلومبرغ"، قال كالفين يوه، مدير المحافظ في سنغافورة في "بلو إيدج أدفايزرز" (Blue Edge Advisors): "بعيداً عن السياسة، إذا سألت أحد المتداولين عما إذا كان يفضل بايدن الهادئ أو ترامب العاصف، فإن المتداول سيختار ركوب الأمواج الكبيرة، لذلك فهو سيختار ترامب. وأضاف: "ترامب أكثر تقلباً ولا يمكن التنبؤ به."

خلال سنوات بايدن، لم تختفِ التقلبات، حيث تسببت زيادة التضخم، والحرب الروسية الأوكرانية، ورفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة، بتقلبات كبيرة في الأسواق. ونتيجة لذلك، كانت بعض المؤشرات العامة لتوقعات تقلبات السوق أعلى مما كانت عليه خلال جزء كبير من فترة ولاية ترامب، ومن المحتمل أن تتصاعد النزاعات مع الجمهوريين حول قضايا مثل سقف الديون إذا فاز بايدن بولاية ثانية.

ومع ذلك، التزم بايدن بالأسلوب التقليدي الذي شحذته حياته المهنية التي امتدت لعقود من الزمن في واشنطن. وعلى النقيض من ذلك، كان ترامب يستمتع بالتواصل بشكل مباشر مع الجمهور من خلال منشوراته على تويتر، الأمر الذي ترك المتداولين يتسابقون لتحديد العواقب.

ويضيف فينير بهنسالي، مؤسس "لونغتيل ألفا" لإدارة الأصول ومقرها كاليفورنيا: "وجهة النظر المتفق عليها هي أن ترامب سيتسبب بالتقلبات. لذا، فإن المفاجأة ستكون إذا فاز ترامب وفعلياً كانت التقلبات أقل".

كان فوز ترامب الأول في عام 2016 بمثابة صدمة لسوق السندات، فقد ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بنسبة تقارب نقطة مئوية كاملة بحلول ديسمبر، على أمل أن خططه لخفض الضرائب من شأنها أن تعزز الاقتصاد، وتجعل الاحتياطي الفيدرالي يسرع من رفع أسعار الفائدة.

وأثناء وجوده في منصبه، كانت تعليقاته ومنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي في بعض الأحيان تتسبب بتقلبات في الأسواق. ففي عام 2017، على سبيل المثال، انهارت سندات "بورتوريكو" عندما اقترح أن تُمْحَى ديون الجزيرة بالكامل بعد أن دمرها إعصار، فقط لتنتعش بمجرد أن يدرك المتداولون أن المسألة ستبقى في أيدي المحكمة التي تشرف بالفعل على إفلاسها.

كما انخفض سهم "أمازون" في العام التالي عندما انتقد ترامب ترتيبات الشحن الخاصة بشركة التجزئة مع خدمة البريد الأميركية، وذلك بعد تقرير أفاد بأنه "مهووس" بمهاجمة الشركة.

وفي أغسطس 2019، تعرضت الأسهم الأميركية لتقلبات متكررة؛ بسبب تهديداته بتصعيد حاد في الحرب التجارية مع الصين، مما ساعد على إطلاق تحركات صعودية أو هبوطية بأكثر من 1% في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" خلال جلسات التداول في منتصف ذلك الشهر. كما أدى الخلاف أيضاً إلى تحريك أسواق العملات؛ وهي الزاوية التي تنشط فيها صناديق التحوط.

وحتى بعض المستثمرين الذين يتبعون نهجا طويل الأجل وقائماً على الأساسيات، يتوقعون حدوث اضطرابات سياسية في عهد ترامب، وذلك في سبيل تحقيق الربح، بحسب "بلومبرغ".

وقالت كارول لاي، مديرة المحفظة في Brandywine Global Investment Management LLC في سنغافورة: "ضجيج ترامب يخلق في بعض الأحيان فرصاً". واستشهدت بالانخفاض في قيمة البيزو المكسيكي في أواخر عام 2016 عندما تعهد ببناء جدار حدودي، قبل أن تعود العملة للارتفاع في العام التالي.

ويرى خبراء أنه من المرجح أن تجذب الحملة الانتخابية الأميركية المزيد من الاهتمام من وول ستريت مع اقتراب يوم الانتخابات، وتصبح المواقف السياسية جزءاً أكثر بروزاً في المنافسة.

أوضح ترامب والجمهوريون بالفعل أنهم سيدفعون باتجاه تجديد التخفيضات الضريبية الشاملة التي وُضِعَت في عام 2017، والتي من المقرر أن تنتهي في العام المقبل، على الرغم من أن بايدن والديمقراطيين أشاروا أيضاً إلى أنهم يريدون تمديد بعضها على الأقل.

ومن المتوقع أيضاً أن يسعى ترامب إلى ترحيل المزيد من الأشخاص الذين يعملون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني بشكل أكثر قوة، وقد دعا إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 60% على الواردات من الصين، ورسوم جمركية بنسبة 10% على تلك من بقية العالم. ومن الممكن أن يفرض كل من هذين الأمرين ضغوطاً تصاعدية على التضخم، مما قد يؤدي إلى إعادة ضبط توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة.

كما طرح بعض مستشاري ترامب أفكاراً حول التغييرات المحتملة في الاحتياطي الفيدرالي، والتي من شأنها أن تمنحه المزيد من السيطرة على البنك المركزي أيضاً. وبينما لم يؤيد هو ولا حملته القيام بذلك، فمن شبه المؤكد أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تعكير صفو سوق السندات من خلال تأجيج المخاوف من أن البنك سيواجه ضغوطا ذات دوافع سياسية لخفض أسعار الفائدة.

ويقول جورج بوبوراس، رئيس الأبحاث في "كي 2": بغض النظر عما يحدث في السيناريو الذي يفوز فيه ترامب، فإن كل ما يقوله سيُضَخَّم في أميركا الشمالية والعالم". وأضاف: "نحن في الأسواق نحب التقلبات".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC