تقلص القوى العاملة تحد خطير للاستقرار الاقتصادي
سجلت الصين زيادة مفاجئة في معدل المواليد الجدد العام الماضي، ما عكس اتجاه الانخفاض الذي اشتد منذ عام 2017، لكن إجمالي عدد السكان استمر في الانخفاض للعام الثالث، وفقاً لبيانات صدرت عن مكتب الإحصاء الوطني صباح اليوم الجمعة.
أظهرت البيانات أن إجمالي عدد السكان انخفض بنحو 1.39 مليون نسمة إلى 1.408 مليار نسمة في عام 2024، ليواصل التراجع منذ عام 2022 الذي شهد استبدال الهند بالصين كأكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم.
في الوقت ذاته، استمر عدد السكان الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً في التوسع ليشكل 22% من إجمالي السكان بحسب بيانات مكتب الإحصاء الوطني.
انخفض عدد السكان العاملين في الصين، والذين تتراوح أعمارهم بين 16 و59 عاماً، بنحو 6.83 مليون في العام الماضي، وهو ما يزيد الانكماش المستمر.
تواجه الصين سلسلة من الضغوط، بما في ذلك أزمة عقارية حادة أدت إلى تآكل ثروة المستهلكين والإضرار بالإنفاق الأسري، فضلاً عن التحدي الديموغرافي الذي من المتوقع أن يكون له آثار كبيرة على النمو في المستقبل وتحريك الطلب المحلي.
بينما تشكل شيخوخة السكان السريعة وتقلص القوى العاملة تحدياً خطيراً للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في الصين، في ظل كفاحها لتمويل الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية للمواطنين المسنين مع سعيها إلى الحفاظ على النمو.
وفي العام الماضي، سجلت البلاد 6.77 ولادة لكل 1000 شخص، ارتفاعاً من 6.39 في العام السابق، وفقاً للمكتب الوطني للإحصاء، إذ شهد العام ولادة حوالي 9.54 مليون طفل، بزيادة تزيد على نصف مليون طفل عن عام 2023.
هذه هي المرة الأولى التي تسجل فيها الصين زيادة في عدد المواليد الجدد منذ عام 2016، عندما شهدت البلاد ارتفاعاً قصيراً في عدد المواليد بعد تخفيف سياسة الطفل الواحد التي استمرت لعقود من الزمن.
يأتي هذا الانتعاش الصغير بعد أن طرحت الحكومة مجموعة من التدابير لحث الشباب على إنجاب المزيد من الأطفال، بدءاً من تمديد إجازات الأمومة وتقديم حوافز مالية إلى تحسين خدمات رعاية الأطفال.
كان عام 2024 أيضاً عام التنين في التقويم القمري الصيني، وهو عام ميمون بشكل خاص لإنجاب الأطفال، وفقاً للثقافة الصينية.
في عام 2015، أعلنت الصين نهاية سياسة الطفل الواحد التي استمرت لعقود من الزمن، ما سمح للأزواج بإنجاب طفلين، ثم زادت ذلك إلى ثلاثة أطفال في عام 2021، لكن معدلات المواليد استمرت في الانخفاض بعد ارتفاع قصير.
في غضون ذلك، تعهدت الحكومة أيضاً بتعزيز ثقافة الزواج والإنجاب في العصر الجديد من خلال تشجيع الشباب على الزواج والإنجاب في سن مناسب وتقاسم المسؤولية عن رعاية الأطفال.
ولكن حتى الآن فشلت هذه السياسات إلى حد كبير في إقناع الشباب، الذين يعانون ارتفاع معدلات البطالة، وارتفاع تكاليف المعيشة، ونقص دعم الرعاية الاجتماعية في ظل التباطؤ الاقتصادي.