الين يتحدى الدولار.. صعود مؤقت أم بداية تحول؟

في أسبوع حمل أنباء وبيانات سارة للعملة اليابانية، يبدو أن الين يتجه إلى التفوق على الدولار الأميركي في الأداء الأسبوعي، للمرة الأولى في أكثر من شهر، بفضل بيانات أميركية وتصريحات مسؤولي  الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، جنباً إلى جنب وبوادر تحرر بنك اليابان المركزي من سياسة الانتظار والصبر.

وفقاً لبيانا التداول، يقترب الين الياباني من تسجيل أقوى أداء أسبوعي له في أكثر من شهر، اليوم الجمعة، مع تنامي التوقعات بأن يُقدم بنك اليابان على رفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

وقبل أيام من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يتلقى الين دعماً يدفعه للتحسن بعد تقهقر لأكثر من شهر أمام الدولار ما دفعه للهبوط إلى أدنى مستوى منذ يوليو الماضي.

قوة مؤقتة

ارتفع الين مقابل الدولار بنسبة 1.5%، منذ بداية الأسبوع الحالي وحتى الآن، إذ يحوم مستويات 155 يناً للدولار بحلول الساعة 07:20 بتوقيت غرينتش.

يعتبر الأداء الحالي للعملة اليابانية هو أقوى أداء أسبوعي منذ أواخر نوفمبر، إلا أنه ليس ببعيد عن أدنى مستوى في 6 أشهر حينما اقترب من مستويات 159 يناً للدولار في الأسبوع الماضي.

في المقابل، من المتوقع أن يتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.6% خلال الأسبوع، وهو ما قد يكسر سلسلة مكاسب استمرت ستة أسابيع، بعد قفز إلى أعلى مستوى في 26 شهراً.

جاءت ارتفاعات الين مع بيانات أميركية سلبية للدولار تقابلها تصريحات متشددة من كازو أويد محافظ بنك اليابان، مع ذلك، فإن قوة الين قد تكون عابرة، خاصة إذا صدم أويدا الأسواق مرة أخرى بتعليقات متشائمة بشأن رفع أسعار الفائدة.

ماذا قال أويدا؟

قال محافظ بنك اليابان كازو أويدا في بيان صباح أمس: «البنك سيرفع أسعار الفائدة في حال استمرت بيانات تضخم أسعار المستهلكين بالتحسن، بجانب تحسن الظروف الاقتصادية».

أضاف أويدا: «سيستمر بنك اليابان برفع سعر السياسة النقدية هذا العام إذا استمرت الظروف الاقتصادية والأسعار في التحسن، وسيناقش بنك اليابان ما إذا كان سيتم رفع الأسعار في اجتماع الأسبوع المقبل».

أوضح محافظ البنك أن نهج تعديلات السياسة النقدية سيعتمد على الظروف الاقتصادية والأسعار وكذلك الأوضاع المالية السائدة في ذلك الوقت.

قال أويدا: «توقعات سياسة الإدارة الأميركية الجديدة ونتائج مفاوضات الأجور المحلية هي عوامل مهمة للغاية في اتخاذ قرارات السياسة النقدية لدى بنك اليابان».

ماذا تتوقع الأسواق؟

ساعدت تصريحات محافظ بنك اليابان، إلى جانب البيانات اليابانية التي تشير إلى ضغوط الأسعار المستمرة والنمو القوي للأجور، في تعزيز ثقة السوق في احتمال حدوث تحول في أسعار الفائدة.

وضع المتداولون احتمالات بنسبة 80% لرفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، مقابل توقعات 40% قبل بيانات التضخم الأميركي وبيانات الأجور والنمو اليابانية في الأسبوع الماضي.

تعززت قوة الين بعدما شهدت توقعات أسعار الفائدة تحولاً جذرياً، إذ قال توماس باركين رئيس مجلس الاحتياطي في ريتشموند في بيان أمس: «إن بيانات التضخم في الولايات المتحدة لشهر ديسمبر 2024 تشير إلى استمرار تراجع ضغوط الأسعار».

أظهرت بيانات ارتفاع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة 0.2% في ديسمبر بعد ارتفاعه بواقع 0.3% لأربعة أشهر متتالية، وهو ما أعطى أيضاً آمالاً باتباع سياسة نقدية أكثر تيسيراً.

في الوقت ذاته، قال كريستوفر والر عضو الفيدرالي الأميركي في بيان أمس: «إن خفض أسعار الفائدة ثلاث أو أربع مرات هذا العام لا يزال ممكناً إذا استمرت البيانات الاقتصادية الأميركية في التراجع».