وبينما كانت حكومة وارسو واحدة من أكبر المؤيدين والداعمين لأوكرانيا، والمتحمسين لمساعدتها في الدفاع عن نفسها بالحرب مع روسيا من خلال تقديم المساعدات المالية والعسكرية لها، فإن العلاقات بين البلدين آخذة في التدهور خلال الفترة التي تسبق الانتخابات البولندية المقررة في أكتوبر.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة البولندية، بيوتر مولر، لتلفزيون "بولسات"، إن دعم اللاجئين، الذي يتضمن التنازل عن متطلبات تصاريح الإقامة ومنح تصاريح للعمل والحصول المجاني على التعليم في المدارس والعلاج الطبي، بالإضافة إلى منافع للأسر، لن يتم تمديده في العام المقبل.
وبعد ما يقرب من عام ونصف من الحرب، يتزايد الخلاف بين العاصمتين كييف ووارسو، حيث استدعت كل منهما سفير الدولة الأخرى إلى وزارة الخارجية لإبداء الرأي.
واتهمت مارسين برزيداتش، مستشار شؤون السياسة الخارجية للرئيس البولندي أندريه دودا، أوكرانيا بالجحود. لكن الخلافات كانت تختمر منذ فترة طويلة، لدرجة دفعت صحيفة "دو زيتسي" البولندية الأسبوعية إلى إصدار إحدى افتتاحياتها بعنوان "صداقة محطمة".
وتأتي الخلافات بين البلدين حول صادرات الحبوب الأوكرانية، والحملة الانتخابية البولندية، والأعصاب المتوترة في كييف، والماضي الدموي الذي لم تتم معالجته، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.
وفي أبريل الماضي، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وارسو بالأخوّة بين الشعبين، وقال في خطاب ألقاه أمام القلعة الملكية القديمة في العاصمة البولندية إن "روسيا لن تفوز أبدا إذا وقف كل بولندي وأوكراني كتفا بكتف".
وكانت بولندا أعلنت في ذلك الحين تسليم طائرات مقاتلة سوفياتية من طراز "ميغ-29" لأوكرانيا.
لكن حتى في ذلك الوقت خرج مزارعون بولنديون في احتجاجات، لأن الحبوب القادمة من أوكرانيا لم تمر فقط عبر بلادهم، بل تم بيعها هناك أيضا، ما أدى إلى تراجع أسعار منتجاتهم.
وترتب على ذلك إغلاق بولندا ودول شرق الاتحاد الأوروبي الأخرى - سلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا - لأسواقها أمام المنتجات الزراعية الأوكرانية حتى 15 سبتمبر المقبل، وذلك بالتنسيق مع المفوضية الأوروبية في بروكسل.
وتسعى بولندا حاليا لتمديد الحظر. وبالنسبة للحزب الوطني المحافظ الحاكم هناك - حزب القانون والعدالة - يُعتبر المزارعون ناخبين مهمين في الانتخابات البرلمانية، التي من المقرر إجراؤها في أكتوبر المقبل، لذلك اتهم رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال نظيره البولندي ماتيوس مورافيتسكي بممارسة سياسة شعبوية.
وفي هذا الصدد، تحدثت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية المعنية بالشؤون الاقتصادية، يوليا سفيرينكو، علانية عن التفكير في اتخاذ "إجراءات مماثلة"، وهو ما استتبع ردا من المستشار الرئاسي البولندي برزيداتش، الذي قال: "تلقت أوكرانيا دعما كبيرا من بولندا"، مطالبا أوكرانيا بالبدء في تقدير الدور الذي تضطلع به بولندا لصالحها على مدار الأشهر والسنوات الماضية.