طرق دفع المعاملات التجارية.. "سرُّ دولة" في روسيا

اعترف كبار المسؤولين الماليين في روسيا بأن البلاد تتعرض لضغوط هائلة بسبب العقوبات في ظل استمرار توقف أساليبهم في إجراء المدفوعات التجارية.

وتفصيلاً، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن أندريه كوستين الرئيس التنفيذي لبنك "في تي بي"، ثاني أكبر بنك مقرض في روسيا، قوله إن هذه الأساليب يجب أن تُعد "سرًا من أسرار الدولة" بسبب حساسيتها.

وأضاف كوستين: "أستطيع أن أرى بوضوح أنه في الوقت الحالي في مكان ما في السفارة الأميركية، يجلس سكرتير ثانٍ ويسجل كل بيان عام صادر عنا. وربما يجلس هنا أيضاً"، بحسب ما نشره موقع "بيزنس إنسايدر".

وأشار كوستين في تعليقاته، التي أدلى بها خلال مؤتمر مالي حيث كان ضمن لجنة مع محافظة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا، إلى سرعة العقوبات الغربية على روسيا، قائلاً: "مهما كانت الخطوات التي نتخذها، فإننا نرى أن رد الفعل سريع للغاية".

نابيولينا اتفقت أيضًا مع كوستين على أنه من الأفضل تجنب التفاصيل المتعلقة بآليات الدفع.

كما اعترفت بأن شركاء روسيا التجاريين في الخارج يتعرضون لـ"ضغوط هائلة" بسبب العقوبات الغربية. لكنها أعربت أيضًا عن أملها في ظهور نظام دفع عالمي بديل لا تشارك فيه المؤسسات الغربية.

وصرحت نابيولينا لـ"رويترز" بأنه "تتم مناقشة بدائل مختلفة"، مضيفة: "أصبحت الشركات مرنة للغاية ومبادرة للغاية، لقد وجدت طرقًا لحل هذه المشكلة، وغالبًا لا تشاركنا بها".

العقوبات تتزايد

وفي الوقت الذي قام فيه الغرب بمنع بعض البنوك الروسية من استخدام نظام "SWIFT" المستخدم على نطاق واسع للمدفوعات في وقت مبكر من الحرب، تمكنت روسيا وشركاؤها التجاريون من تجنب العقوبات باستخدام البنوك الأصغر أو طرق الدفع الأخرى.

ومع ذلك، عملت الولايات المتحدة وحلفاؤها على تكثيف القيود، خاصة باستخدام العقوبات الثانوية ضد المؤسسات في بلدان الطرف الثالث.

والشهر الماضي، طرحت وزارة الخزانة الأميركية حزمة جديدة من العقوبات الأميركية الموسعة ضد روسيا، ما أجبر بورصة موسكو ــ البورصة الرئيسة في روسيا ــ على وقف التعاملات بالدولار واليورو.

وفي المقابل، قالت روسيا إنها تعمل مع مجموعة من الدول لبناء منصة لا تحتاج إلى الدولار.

وفي هذا السياق، قالت نابيولينا إن المناقشات بشأن المنصة مستمرة، لكنها صعبة وستستغرق وقتاً.

لكن على الرغم من العقوبات الغربية الشاملة التي فُرضت على الاقتصاد الروسي بسبب الحرب على أوكرانيا، إلا أنه تمكن من الحفاظ على نشاطه بفضل أنشطته في زمن الحرب.

إذ أصبح الاقتصاد الروسي الذي تحركه الحرب قوياً للغاية إلى درجة أن البنك الدولي قام، مؤخراً، بترقيته إلى "دولة ذات دخل مرتفع".