سعر رطل البرتقال يتجاوز 5 دولارات في بورصة نيويوك
سجل سعر رطل مركَز عصير البرتقال المجمد في بورصة نيويورك للعقود الآجلة مستوى قياسياً، متجاوزاً حاجز 5 دولارات، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ هذه السلعة، لترتفع الأسعار بنسبة 60% منذ بداية العام، وتتضاعف بنحو ثلاث مرات منذ يناير 2023، وذلك بسبب تراجع إنتاج المحصول عالمياً.
يرجع الارتفاع المستمر في الأسعار بشكل أساسي إلى الجفاف الذي يضرب البرازيل، في الربيع الماضي، أصدرت منظمة «فاندسيتروس»، وهي جمعية المنتجين البرازيليين، تحذيراً من انخفاض متوقع بنسبة 25% في إنتاج الحمضيات، ووفقًا للتقديرات، قد يصل الإنتاج إلى نحو 232.38 مليون صندوق (ما يعادل 40.8 كجم لكل صندوق)، وإذا تحققت هذه التوقعات، فسيكون هذا الموسم من أسوأ المواسم منذ عام 1988-1989.
إضافة إلى الجفاف، يواجه قطاع البرتقال في البرازيل انتشار مرض «التنين الأصفر»، وهو مرض ينتقل عن طريق الطفيليات، ويؤدي إلى فساد الثمار وجعلها غير صالحة للاستهلاك، ظهر هذا المرض لأول مرة في فلوريدا قبل نحو 20 عاماً، وها هو الآن يؤثر تأثيراً كبيراً في إنتاج البرتقال في البرازيل، في العقد الماضي، تسببت هذه الآفة في انخفاض إنتاج فلوريدا من البرتقال إلى الربع، إذ وصل إلى أقل من مليون طن هذا العام، وفقاً لتقارير وزارة الزراعة الأميركية.
أزمة تراجع المحاصيل دفعت الشركات الصناعية إلى البحث عن حلول مؤقتة، أحد هذه الحلول هو استخدام مركز عصير البرتقال المجمد للحفاظ على مستوى الإنتاج، ولكن هذا الحل لا يمكن الاعتماد عليه دائماً؛ بسبب قرب نفاد المخزون العالمي من العصير المجمد، الذي يمكن حفظه مدة عامين فقط.
وبدأ بعض المنتجين في التفكير في مزج البرتقال مع أنواع أخرى من الحمضيات مثل اليوسفي، أشجار اليوسفي تعدُّ أكثر مقاومة للأمراض، ما يجعل هذا الخيار حلاً محتملاً لتخفيف النقص في الإنتاج، ومع ذلك فإن أي تغيير في تركيبة العصير يتطلب موافقة الهيئات الرقابية، خاصة في الولايات المتحدة، ليُسَوَّق المنتج الجديد تحت مسمى «عصير البرتقال».
إلى جانب اليوسفي، يفكر بعض المنتجين في مزج عصير البرتقال مع عصير التفاح لتقليل التكاليف، ولكن حتى هذا الحل يواجه تحديات، إذ يعاني سوق التفاح نفسه من ضغوط كبيرة، على سبيل المثال، شهدت بولندا، أكبر مصدر أوروبي لتفاح العصير، موجة صقيع خلال الربيع أدت إلى تراجع كبير في إنتاج التفاح، ما أسهم في زيادة أسعاره.