هل سيكون خفض الفائدة الأميركية مفتاح انتعاش الأسواق؟

يوم أمس الأربعاء، استقرت الأسهم الأميركية قبيل الإعلان المهم مساءً بتوقيت الإمارات عن خفض أسعار الفائدة. شخصياً، كنت أتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي "الفيدرالي" بخفض أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس، بدلاً من 50 نقطة أساس التي أقرها. ورغم أن هناك من يتمنى تخفيضاً أكبر، فإن رئيس البنك، جيروم باول، يعتقد بأن هذا التخفيض التدريجي، هو الأنسب في الوقت الحالي. إذا شهدنا تراجعاً في أسعار الأسهم بعد الإعلان عن خفض الفائدة، فقد يكون هذا التراجع فرصة مناسبة للمستثمرين لشراء الأسهم بأسعار منخفضة، قبل أن تعاود الارتفاع.

 يُرجح أن تكون هناك بعد هذا التخفيض خطوات إضافية في الاجتماعات المقبلة، حتى تصل الفائدة إلى مستويات تتراوح بين 3% و3.5% (تبلغ حالياً 4.75% - 5%). هذا يعني أن "الفيدرالي" سيواصل خفض الفائدة بشكل تدريجي لدعم الاقتصاد.

مؤشرات اقتصادية إيجابية

على الجانب الاقتصادي، شهدنا بعض المؤشرات الإيجابية يوم أمس. فقد ارتفع الإنتاج الصناعي للولايات المتحدة في أغسطس بمعدل 0.8%، وكان ذلك بفضل زيادة إنتاج السيارات بعد انخفاض في يوليو بسبب الأعاصير. ويشير هذا الارتفاع إلى أن خفض الفائدة سيشجع على شراء السلع الكبرى، مثل: السيارات، والمنازل.

كذلك، ارتفعت مبيعات التجزئة في أغسطس 0.1% بعد تعديل أرقام يوليو للأعلى. ويشير هذا النمو في إنفاق المستهلكين إلى أن الاقتصاد لا يزال قوياً، وأن سوق العمل ليست بالسوء الذي يعتقده البعض.

قوة السوق المالية

بالنسبة إلى الأسواق، فإن القطاعات غير التكنولوجية شهدت أداءً جيداً في الأشهر الأخيرة. فقد ارتفع مؤشر «راسل 2000» 10%، وهو مؤشر على أداء الشركات الصغيرة. وفي الوقت ذاته، تراجع مؤشر «ناسداك» الذي يركز على التكنولوجيا 2%. هذه الأرقام تظهر أن هناك تحسناً في أداء الأسهم العادية بعيداً عن الشركات التكنولوجية الكبرى؛ ما يعزز قوة السوق المالية الحالية.

 ورغم أن خفض الفائدة قد يكون بداية لتحفيز الأسواق ودعم الاقتصاد، فإن السؤال الأكبر يبقى: هل سيكون هذا التخفيض كافياً لتمكين الاقتصاد من تحقيق انتعاش حقيقي ومستدام؟ وما دور «الاحتياطي الفيدرالي» في المستقبل القريب؟ 

تبقى الأنظار موجهة نحو الخطوات المقبلة والتأثيرات التي قد تظهر على الأسواق والقطاعات المختلفة، خصوصاً في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.