أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال كلمته في قمة «بريكس» أن الاقتصاد العالمي مقبل على مرحلة من تعدد الأقطاب، مشيرا إلى أنه بات من الماضي أن تتحكم دولة واحدة في توجه الاقتصاد العالمي.
كما قال الرئيس الروسي، الذي قدم التقرير الأول للمجموعة بعد التوسع، بصفته مضيف القمة، إن «اتساع التكتل زاد من قدرته على خلق تأثير إيجابي وحقيقي على الوضع في الاستقرار والاقتصاد العالميين».
وعقدت اليوم الأربعاء، فعاليات اليوم الثاني من قمة «بريكس» بمدينة قازان عاصمة جمهورية تترستان في روسيا، مع أول مشاركة من دولة الإمارات والسعودية ومصر، وسط تطلعات لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول المجموعة.
تتصدر الفعاليات المقرر أن تستمر حتى 24 أكتوبر الجاري، فكرة التخلص من الدولار في المعاملات البينية في دول التكتل، مع تزايد العقوبات الأميركية على روسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
يشار إلى أنه على الرغم أن البنوك المركزية عملت على تنويع حيازاتها، فإن نحو 58% من احتياطات النقد الأجنبي موجودة بالدولار، كما أن تأثيرات شبكة الدولار تضع البنوك الأميركية في مركز أنظمة المدفوعات العالمية.
أشار بوتين إلى ضرورة إنهاء ما يسمى بعصر هيمنة الدولار، ودعا الدول الأعضاء إلى توسيع التبادلات التجارية بالعملات الوطنية.
ولفت بوتين إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، عد الدولار «العملة المهيمنة» لبلاده إلى جانب «تفوقها العسكري والتكنولوجي» و«شبكة لا تضاهى من التحالفات والشراكات»؛ كسبب رئيس في تفوق واشنطن.
وقال بوتين: «الولايات المتحدة نفسها قامت في الآونة الأخيرة بتقويض أسس النظام المالي العالمي الحر، وتحويل عملتها إلى سلاح يمكن تسليطه على كل من يفكر في معارضة قرارات واشنطن.
في الوقت ذاته أشار تقرير صدر اليوم عن وزارة المالية الروسية إلى أن استخدام البنية التحتية المالية الغربية، بما في ذلك البنوك والبورصات ووكالات الائتمان وشركات التأمين وما إلى ذلك، يكلف البلدان التي تعتمد عليها عشرات المليارات من الدولارات.
واقترح التقرير عدداً من الحلول والبدائل، بما في ذلك مبادرة الدفع عبر الحدود، ونظام التفاعل بين الودائع، وإنشاء شركة إعادة التأمين الخاصة، يتضمن العمل استخدام أحدث التقنيات الرقمية.
إلى ذلك أوضح نائب وزير المالية الروسي، إيفان تشيبيسكوف: «لا توجد قرارات جاهزة للموافقة عليها من قبل القادة في قمة قازان بهذا الشأن، وتتوقع موسكو أن تتبنى البرازيل المبادرات الروسية وتطورها، والتي ستتولى الرئاسة السنوية لمجموعة (بريكس) في الدورة المقبلة».
أوضح تقرير وزارة المالية الروسية والبنك المركزي أن العالم يحتاج إلى آليات دفع جديدة غير مرتبطة بالدولار الأميركي و«سويفت».
أضاف التقرير: «في المستقبل القريب ستسعى المجموعة إلى إصلاح أكثر جوهرية، بما في ذلك وظيفة مقرض الملاذ الأخير لـلنظام غير الدولاري، في إشارة إلى صندوق النقد».
كما أشار التقرير إلى أنه «كان من المفترض أن يلعب صندوق النقد الدولي دور المقرض الأخير للعالم أجمع، لكنه خاضع الآن لسيطرة الغرب ولا يؤدي هذه الوظيفة لصالح الدول الفقيرة وغير الصديقة للولايات المتحدة».