logo
أسواق

الرسوم الجمركية تربك خطط الطروحات العامة للشركات في وادي السيليكون

الرسوم الجمركية تربك خطط الطروحات العامة للشركات في وادي السيليكون
رجل يمشي أمام مبنى وول ستريت في نيويورك سيتي.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:8 أبريل 2025, 11:04 ص

كان من المفترض أن يكون هذا العام هو العام الذي ستُتاح فيه أخيرًا للشركات الناشئة التي تراكمت لسنوات في وادي السيليكون، والتي تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات، فرصة طرح أسهمها للاكتتاب العام. لكن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رسوما جمركية شاملة، والاضطرابات التي شهدتها الأسواق العالمية، أعاقت تنفيذ هذه الخطط، مما يُهدد بدفع الشركات الناشئة إلى أزمة.

ووفق تقرير لوكالة «بلومبرغ» معظم عمليات الإدراج العامة الرئيسية المخطط لها هذا العام مُجمّدة، حيث أوقفت كلٌّ من شركة «ستوب هب» القابضة، وشركة المدفوعات «كلارنا جروب بي إل سي»، ومنصة التداول «إي تورو» جروب المحدودة، استعداداتها مؤقتًا.

وتنوي بعض هذه الشركات، «مثل كلارنا»، الإدراج حالما يستقر السوق. لكن شركات أخرى تسعى إلى طرح أسهمها للاكتتاب العام هذا العام، وخاصةً تلك المتأثرة مباشرةً بالرسوم الجمركية، قد تواجه صعوبة في تحقيق هذا الهدف تمامًا، وفق التقرير.

أخبار ذات صلة

وول ستريت تعمق خسائرها وتتراجع بقوة وهلع المستثمرين يزداد

وول ستريت تعمق خسائرها وتتراجع بقوة وهلع المستثمرين يزداد

أجواء متوترة

يوم الاثنين، سادت أجواء متوترة داخل شركات رأس المال الاستثماري في وادي السيليكون، مشابهةً للأجواء التي سادت في مارس 2020، قبيل الجائحة العالمية.

وقال جيك سابر، الشريك العام في شركة «إميرجنس كابيتال»: «شهدنا ازدحامًا كبيرًا على منصة سلاك خلال الأيام القليلة الماضية، حيث يحاول المستثمرون والمؤسسون إلى فهم السياسات الجديدة. وأخبرت إحدى المؤسسات سابر أن عملاء شركتها يشعرون بخوف وعدم يقين مشابه لوقت الجائحة».

ويتوقع المستثمرون أن تؤثر الرسوم الجمركية على الشركات الناشئة التي تتعامل مع الأجهزة والتجارة الدولية، مثل الشركات المرتبطة بالتجارة الإلكترونية. كما قد تشهد شركات الذكاء الاصطناعي ارتفاعًا في أسعار الحوسبة.

وأضاف سابر: «نحاول تحديد أولئك الذين سيعانون أكثر في وقت عدم اليقين المقبل».

ووفق التقرير، يُحذّر كثيرون في هذا القطاع من أنه من السابق لأوانه معرفة تأثير الرسوم الجمركية، ويعود ذلك جزئيًا إلى عدم اليقين بشأن مدى استمرار هذه السياسات.

من جانبه، قال بايرون ديتر، الشريك في شركة «بيسيمر فينشر بارتنرز» ورئيس الرابطة الوطنية لرأس المال الاستثماري: «إن أسعار الأسهم تعكس فوضى عارمة في التعريفات الجمركية المفروضة ذاتيًا، والنتيجة هي أن المستثمرين المحتملين في الاكتتابات العامة الأولية مشتتون تمامًا». 

وأضاف أن شركته، الداعمة لشركتي «ستاب هب» و«هينغ هيلث» المحتملتين للطرح العام، تراقب الأسواق من كثب، وتنتظر انفراجة قريبة.

بدوره، قال ميتشل غرين، مؤسس شركة «ليد إيدج كابيتال» للاستثمار في أسهم النمو، بالنسبة لبعض الطروحات العامة الأولية المُخطط لها إنه يتوقع أن يكون عام 2026 على أقرب تقدير.

وأضاف أن هذا يعني تأجيل دفعات المستثمرين في صناديق رأس المال المُغامر لمدة تتراوح بين 6 أشهر أو عام، بالإضافة إلى فترة جفاف طويلة الأمد. وتابع غرين: «يأتي هذا في ظل بيئة استثمارية تعاني بالفعل من نقص السيولة».

أخبار ذات صلة

«وول ستريت» تتجه لتراجع حاد وسط مخاوف اندلاع حرب تجارية عالمية

«وول ستريت» تتجه لتراجع حاد وسط مخاوف اندلاع حرب تجارية عالمية

خطة بديلة

نظراً لعدم تمكنهم من بيع حصصهم في الشركات الناشئة في الأسواق العامة، قد يلجأ بعض المستثمرين إلى بيع الأسهم الخاصة.

وصرح تشارلي غرايمز، رئيس أسواق رأس المال العالمية في «فورج غلوبال»، وهي منصة تداول للشركات الخاصة، قائلاً «إذا كان السوق الثانوي هو السبيل الوحيد للوصول إلى الشركات الخاصة عالية النمو في بيئة الاكتتابات العامة الأولية المغلقة، فإننا نتوقع أن نشهد طلباً كبيراً على الشركات عالية الجودة».

وعلى المدى القصير، قد يُصعّب عدم اليقين في السوق على المشترين والبائعين في الأسواق الثانوية الاتفاق على سعر. لكن استمرار غياب الطروحات العامة قد يزيد نشاط التداول الخاص.

قال غرايمز، إنه في حين أن تقييمات وول ستريت تؤثر في الشركات الناشئة، فإن الأسواق الخاصة أقل تأثرًا بالتقلبات اليومية، وقد يستغرق الأمر أسابيع أو حتى أشهرًا، حتى تتحقق تغييرات الأسعار.

وبحسب التقرير، قد تؤدي التقلبات أيضًا إلى خلافات بين المشترين والبائعين حول أسعار الشراء. كما قد تُشكّل الرسوم الجمركية تحديات إضافية أمام إبرام الصفقات عبر الحدود.

ولا يزال بعض مؤيدي ترامب في قطاع التكنولوجيا متفائلين بأن الرسوم الجمركية قد تُفيد أميركا على المدى الطويل، رغم الاضطرابات الأخيرة التي شهدها المستثمرون. وقد أكد بعض أصحاب رؤوس الأموال الجريئة أن هذه الخطوة ستساعد الولايات المتحدة على تقليل اعتمادها على التجارة الخارجية في منتجات مثل الطائرات بدون طيار. 

فيما أعرب إريك لياو، الشريك العام في شركة (IVP) للتكنولوجيا، عن تشاؤمه بشأن تأثير الرسوم الجمركية على قطاع رأس المال الاستثماري، لكنه قال إنه من الصعب التنبؤ بتأثير هذا التغيير الشامل على التجارة الدولية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC