سباق الهيدروجين الأخضر.. شركات أوروبا تطلب الدعم لمنافسة الصين

"تكاليف أعلى ومتطلبات بيئية أشد تنظيماً".. عاملان رئيسيان من بين عدة عوامل تعانيها الشركات الأوروبية المصنعة لمعدات الهيدروجين الأخضر، ما دفعها لدعوة الاتحاد الأوروبي إلى التدخل للحفاظ على أهدافه في مجال الطاقة النظيفة والمستدامة واللحاق بركب سباق إنتاج الهيدروجين العالمي.

وحثت شركات مصنعي معدات الهيدروجين الأوروبية بينهم (Thyssenkrupp Nucera) و (Siemens Energy) و(Nel Hydrogen) الاتحاد الأوروبي، على اتخاذ خطوات إضافية لدعم صناعتهم وتعزيز قدرتهم على المنافسة خاصة مع الشركات الصينية، التي تقدم منتجات بأسعار أقل.

إلى ذلك، تركز الشركات الأوروبية على ضمان أن المعدات المصنوعة في أوروبا تلبي متطلبات خطة الاتحاد الأوروبي لعام 2030، التي تستهدف إنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين المتجدد باستخدام المحللات الكهربائية. 

التوسع الصيني 

الرسالة التي وجهها مصنعو معدات الهيدروجين الأوروبيين إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تعبر عن قلقهم إزاء التوسع السريع للصين في إنتاج معدات الهيدروجين، حيث باتت بكين تمتلك الآن 40% من القدرة التصنيعية العالمية للمحللات الكهربائية، مقابل 10% في العام السابق. 

ويشير المصنعون الأوروبيون إلى أن الدعم الحكومي الصيني يمنح الشركات الصينية ميزة تنافسية كبيرة تؤدي إلى منافسة غير عادلة.

الرسالة أيضاً، تؤكد أن هذا الاختلال في القواعد يجعل من الصعب على مصنعي معدات الهيدروجين الأوروبيين المنافسة بشكل فعال في السوق العالمي.

وتطالب الشركات الأوروبية باتخاذ إجراءات من قبل الاتحاد الأوروبي لدعم صناعتها وضمان أن الشركات الصينية والأوروبية تتنافس في بيئة عادلة ومتكافئة.

هذا النوع من الرسائل يبرز التحديات التي تواجه الصناعات الأوروبية في مواجهة النمو السريع للصين في القطاع التكنولوجي، ويطالب بتدابير لحماية الصناعة المحلية وتعزيز التنافسية الأوروبية على الصعيدين الوطني والدولي.

كما عبرت الشركات عن قلقها بسبب التحديات التي تواجهها في مواجهة التوسع السريع للصين في هذا القطاع، مشيرة إلى أن فقدان التكنولوجيا أو سلسلة التوريد الخاصة بها سيكون من الصعب إعادتها، مما يجعل الدعم والحماية للشركات الأوروبية ضروريين للحفاظ على التنافسية.

معايير المرونة

لذلك، طالبت الشركات الأوروبية بإدخال "معايير المرونة" التي تفضل الشركات المحلية في المزادات القادمة، ضمن خطة تمويل بنك الهيدروجين التابع للاتحاد الأوروبي.

أما الهدف من ذلك، فيتمثل في ضمان أن أجزاء معينة من عملية الإنتاج ستكون في أوروبا، مما يدعم الصناعة المحلية، ويحد من الاعتماد على معدات صينية رخيصة.

في أبريل الماضي، منح "بنك الهيدروجين" التابع للاتحاد الأوروبي 720 مليون يورو لسبعة مشاريع تابعة للاتحاد، ومع ذلك، هناك قلق من أن بعض المشاريع الناجحة قد تستخدم معدات صينية بسبب تقديم عروض منخفضة السعر.

هذه الخطوات، تعكس التوترات بين التطلعات الأوروبية لتحقيق الاستقلالية التكنولوجية والصينية في تقديم أسعار تنافسية، مما يجعل من الضروري اتخاذ إجراءات لدعم الصناعة المحلية وضمان مستقبل مستدام لقطاع الهيدروجين في أوروبا.

الصناعات الأوروبية

يعمل الاتحاد الأوروبي على تعزيز موقفه في مواجهة الصين في مجال التكنولوجيا الخضراء، بهدف حماية قدرة الصناعات الأوروبية على المنافسة عالميًا وتجنب الاعتماد المفرط على الصين في البنية التحتية الأساسية للانتقال إلى الطاقة النظيفة.

وأعلنت بروكسل، الشهر الماضي، فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة، وهي خطوة تهدف إلى حماية صناعة السيارات الكهربائية الأوروبية وتشجيع التنافس العادل.

 كما تجري تحقيقات حول الدعم الصيني لموردي الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لضمان عدم وجود تحيز في السوق الأوروبي.

هذه الإجراءات، تعكس التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز استقلاليته التكنولوجية والاقتصادية في مجال الطاقة النظيفة، والحفاظ على موقعه كلاعب رئيسي في السوق العالمية للتكنولوجيا البيئية.