تترقب سوق النفط هذا الأسبوع العديد من الأحداث والبيانات الاقتصادية، أبرزها تفعيل الرسوم الجمركية الصينية على الواردات الأميركية اليوم، إضافة إلى قائمة جديدة من التعريفات الأميركية سيعلنها الرئيس دونالد ترامب.
في الوقت ذاته تأتي بيانات المخزونات الأميركية، وعدد من البيانات الاقتصادية من أماكن متفرقة في العالم، لتحدد مسار آفاق الطلب العالمي على النفط.
كما يبدو أن أسعار النفط، تغاضت، مع افتتاح التداولات الصباحية اليوم الاثنين، عن تصريحات وتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض قائمة جديدة من الرسوم والتعريفات الجمركية، لتتجه في طريقها لتسجيل الارتفاع الثاني على التوالي، بعدما قضت ثلاثة تراجعات أسبوعية.
يأتي ذلك بعدما ارتفعت أسعار النفط، يوم الجمعة، على إثر فرض عقوبات جديدة على صادرات الخام الإيرانية، لكن الأسعار انخفضت على مدى الأسبوع مع قلق المستثمرين من تجدد الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي على الصين وتهديداته بفرض رسوم جمركية على دول أخرى.
صعدت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم إبريل، نحو 0.5 دولار أو ما يعادل 0.6% وصولاً إلى مستويات 75.15 دولار للبرميل بحلول الساعة 4:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.
كما ازدادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم شهر مارس بنحو 0.48 دولار للبرميل أو ما يعادل 0.61% وصولاً إلى مستويات عند إلى 71.48 دولار للبرميل.
في نهاية الأسبوع الماضي، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 0.5%، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 0.6% لكنها تراجعت بأكثر من 2% خلال الأسبوع.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيعلن اليوم الاثنين، عن رسوم جمركية 25% على جميع واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة في تصعيد كبير آخر بشأن سياسته التجارية.
قبل أسبوع واحد فقط، أعلن ترامب عن فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، لكنه علق فرضها على الدول المجاورة في اليوم التالي.
ويبدو أن الأسواق أدركت أن من المرجح استمرار الحديث عن الرسوم الجمركية في الأسابيع والأشهر المقبلة؛ إذ إن هناك فرصة متساوية لإلغائها أو حتى زيادتها في وقت ما في المستقبل القريب.
من المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها الصين على بعض الصادرات الأميركية حيز التنفيذ اليوم الاثنين، دون أي إشارة حتى الآن إلى إحراز تقدم بين بكين وواشنطن، بينما سيعلن الرئيس الأميركي عن قائمة جديدة من الرسوم منتصف الأسبوع الجاري.
ترامب قال أمس أيضا إن الولايات المتحدة تحرز تقدماً مع روسيا لإنهاء حرب أوكرانيا لكنه رفض تقديم تفاصيل عن أي اتصالات أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تسببت العقوبات المفروضة على تجارة النفط الروسية في العاشر من يناير بتعطل إمدادات موسكو إلى الصين والهند وهما من أكبر عملائها.
بالتزامن مع ذلك تترقب الأسواق الأسبوع الجاري مخزونات النفط الأميركية، والتي ارتفعت خلال الأسابيع الماضية في إشارة إلى تباطؤ الطلب على الوقود في الولايات المتحدة؛ ما انعكس سلباً على الأسعار التي تراجعت ثلاثة أسابيع على التوالي.
في حين كثفت واشنطن أيضاً الضغوط على إيران الأسبوع الماضي، حيث فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على بعض الأفراد والناقلات التي تساعد على شحن ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني سنوياً إلى الصين.
كما تعرضت الأسعار للضغط بعد أن تعهد ترامب مجدداً بزيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط؛ ما أثار قلق المتعاملين بعد إعلان البلاد عن قفزة أكبر بكثير من المتوقع في مخزونات الخام.
وتتعرض الأسعار للضغوط التي تدفع للهبوط، والتي تنبع من تدفق الأخبار حول الرسوم الجمركية والمخاوف من أن أي حرب تجارية محتملة ستؤدي إلى إضعاف الطلب على النفط.