السوق تترقب بيانات المخزون والرسوم الجمركية الجديدة
ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الصباحية اليوم الثلاثاء، لليوم الثالث على التوالي، وسط حالة اضطراب وعدم يقين تسيطر على الأسواق في ظل حالة من التضارب والتناحر بين محفزات ومثبطات الأسعار.
ويبدو أن الخوف من انتظام الإمدادات غلب في النهاية على اتجاه الأسعار التي هبطت ثلاثة أسابيع على التوالي.
ويلقى الطلب على النفط ضغطاً من مخاوف حرب تجارية على الأبواب نزع فتيلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حينما بدأ بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية، تلاها بفرض رسوم أمس، على واردات الصلب والألومنيوم.
كما تؤجج العقوبات الأميركية التي أقرها ترامب على روسيا وإيران، مخاوف أخرى بشأن نقص المعروض وعدم انتظام الإمدادات.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أبريل، بنحو 0.43 دولار في البرميل تعادل 0.6% وصولاً إلى مستويات 76.3 دولار للبرميل الساعة الـ6:30 صباح اليوم بتوقيت غرينتش.
كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم شهر مارس بنحو 0.4 دولار في البرميل تعادل 0.5% إلى مستويات 72.7 دولار في البرميل.
وكانت أسعار النفط ارتفعت أمس، فصعدت العقود الآجلة لخام برنت، عند التسوية أمس 1.21 دولار أو 1.6% إلى 75.87 دولار للبرميل عند التسوية، كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.32 دولار أو 1.9% إلى 72.32 دولار للبرميل.
جاء ذلك بعد خسائر لثلاثة أسابيع على التوالي، إذ انخفضت العقود الآجلة 2.8% الأسبوع الماضي، تحت ضغط المخاوف التجارية العالمية.
تراجعت أسعار النفط منذ تولَّى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منصبه في الـ20 من يناير الماضي بنحو 6 دولارات في البرميل ليهبط خام برنت القياسي منذ مستويات أعلى 80 دولاراً للبرميل إلى المستويات الحالية.
هبط خام برنت القياسي بنحو 6.8% منذ تولِّي ترامب منصبه في الـ20 من يناير، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي أكثر من 7%.
وطالب ترامب مع بداية ولايته بخفض أسعار النفط عبر توجيه دعوة لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك+» في محاولة لخفض أسعار الوقود لتقليص التضخم، خاصة بظل السياسة الحمائية التي يتبعها، ومن شأنها تأجيج التضخم.
أظهر تقرير رسمي أن إنتاج النفط الروسي جاء أقل من الحصة المستهدفة وفقاً لاتفاق «أوبك+»، في إشارة إلى نقص الطلب على النفط الروسي مع تشديد العقوبات الأميركية، التي استهدفت ناقلات ومنتجين وشركات تأمين؛ ما جعل عمليات شحن النفط الروسي إلى الصين والهند، أكبر مستوردين للنفط الخام في العالم، تواجه صعوبات كبيرة.
لم يحقق إنتاج النفط الروسي حصته في «أوبك+» في يناير، ما هدأ المخاوف حيال فائض المعروض، إذ انخفض الإنتاج إلى 8.962 مليون برميل يومياً وهو أقل بنحو 16 ألف برميل يومياً عن المستويات المتفق عليها بموجب اتفاق الإنتاج.
ما يزيد مخاوف نقص العرض أيضاً العقوبات الأميركية على شبكات شحن النفط الإيراني إلى الصين بعد عودة ترامب لفرض سياسة أقصى الضغوط على صادرات النفط الإيرانية الأسبوع الماضي.
وكثفت واشنطن الضغوط على إيران، إذ فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة على بعض الأفراد والناقلات التي تساعد على شحن ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني سنوياً إلى الصين.
وفقاً للبيانات المتوقعة من معهد البترول الأميركي، يرجح ارتفاع مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، في حين من المرجح انخفاض مخزونات نواتج التقطير؛ ما يعطي إشارة سلبية لأسواق بتراجع الطلب في أكبر اقتصاد بالعالم.