logo
طاقة

هل يوشك أكبر مصنع للبطاريات في أوروبا على فقدان طاقته؟

هل يوشك أكبر مصنع للبطاريات في أوروبا على فقدان طاقته؟
مصنع «نورث فولت» لبطاريات السيارات الكهربائية الحديثة باستخدام الطاقة النظيفة، سكيلفتيا السويد.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:4 أكتوبر 2024, 04:02 م

آمال أوروبا الكبرى في تحقيق استقلالية في صناعة البطاريات تواجه تحديات خطيرة، حيث أعلنت شركة «نورث فولت» السويدية لصناعة البطاريات، عن تخفيض 1,600 وظيفة، وإيقاف جهود توسع الإنتاج.

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، تضاءلت آفاق «نورث فولت» بعد أن كانت رائدة في قطاع التكنولوجيا النظيفة في أوروبا، مما أثار القلق بشأن قدرة القارة على الحفاظ على طموحاتها في مجال السيارات الكهربائية دون الاعتماد على إمدادات البطاريات الصينية.

منذ تأسيسها في عام 2015 على يد مسؤولين سابقين في شركة «تسلا»، جذبت «نورث فولت» استثمارات كبيرة، حيث حصلت على ما يقرب من 15 مليار دولار من كبار صانعي السيارات والبنوك والهيئات الحكومية.

وكان من بين المستثمرين الذين دعموا رؤية «نورث فولت» لإنشاء مصدر أوروبي لبطاريات السيارات الكهربائية «فولكسفاغن»، و«غولدمان ساكس»، و«بي إم دبليو». وافتتحت الشركة مصنعها الأول في شمال السويد، مركّزة على إنتاج بطاريات متطورة باستخدام الطاقة المتجددة.

ومع ذلك، واجهت عمليات «نورث فولت» العديد من العقبات، كان أحدها عندما سحبت «بي إم دبليو» طلبات بقيمة 2 مليار دولار؛ بسبب عدم قدرة «نورث فولت» على الوفاء بمواعيد التسليم. وأكد متحدث باسم الشركة الألمانية التزامهم بتطوير خلايا بطارية من الجيل القادم في أوروبا، مع التعبير عن القلق بشأن قدرات الإنتاج لدى «نورث فولت».

تعكس الظروف الحالية في سوق تصنيع البطاريات في أوروبا، بحسب التقرير، اتجاهاً أوسع يتمثل في تراجع الطلب، وزيادة التكاليف، ووجود تحديات فنية مستمرة. وأكد جيفري تشامبرلين، الرئيس التنفيذي لشركة «فولتا إنيرجي تكنولوجيز»، أن مشاكل «نورث فولت» تُظهر الصعوبات التي تواجهها الشركات الغربية في سوق يهيمن عليه الإنتاج الصيني.

أعلنت «نورث فولت» الأسبوع الماضي أنها ستتخلى عن خطط مضاعفة حجم مصنعها في سكيلفتيا، وأنها تبحث عن شريك لإنشاء إنتاج البطاريات في بولندا، بينما أوقفت طموحاتها لإنشاء مصفاة لليثيوم. وتشير هذه التطورات إلى تحول في الإستراتيجية، بينما تتنقل الشركة في بيئة سوق صعبة.

وفقاً لتقرير من «بلومبرغ إن إي إف»، من المتوقع أن تصل السعة العالمية لتصنيع البطاريات إلى 7.9 تيراواط/ساعة بحلول عام 2025، مما يتجاوز بكثير الطلب المتوقع البالغ 1.6 تيراواط/ساعة. وقد بلغ الطلب في عام 2023 حوالي 950 غيغاواط/ساعة، تم تلبيته تقريباً بالكامل من قبل الشركات الصينية. وأشار تشامبرلين إلى أن المشهد بالنسبة للشركات الناشئة التي تحاول مضاهاة حجم وجودة المنتجين المعروفين قد أصبح أكثر صعوبة.

وأوضح تقرير «وول ستريت جورنال» أن التحديات التي تواجه «نورث فولت» تُشير إلى مصير الشركات الأخرى، مثل «بريتيش فولت» البريطانية، التي انهارت العام الماضي بسبب صعوبات فنية ونقص التمويل. وعلق بن كيلبي، المسؤول السابق عن الاتصالات في «بريتيش فولت»، على الأنماط المتكررة داخل الصناعة، مؤكداً أهمية إتقان إنتاج البطاريات قبل السعي لتحقيق طموحات التوسع.

وفي ضوء تراجع الطلب، غيرت «فولفو للسيارات» مؤخراً إستراتيجيتها في السيارات الكهربائية بالكامل، بينما أرجأت «فولفو للشاحنات» بناء مصنع جديد للبطاريات في السويد.

وعلى الجانب الآخر من الحدود في دولة النرويج، كان مصنع «فرير» للبطاريات يأمل في تكرار نجاح «نورث فولت» من خلال التركيز على حلول تخزين الطاقة. ومع ذلك، ظهرت عقبات مشابهة، حيث لم يتمكن المصنع من إثبات صلاحية تقنيته على نطاق واسع. نتيجة لذلك؛ أعاد «فرير» توجيه تركيزه نحو إنشاء مصانع في أميركا الشمالية، مستفيداً من قانون خفض التضخم في الولايات المتحدة، الذي يقدم دعماً كبيراً لإنتاج البطاريات.

وأشارت كل من «نورث فولت» و«فرير» إلى إمكانية الشراكة مع شركات البطاريات الآسيوية في محاولة لحل التحديات الفنية وتأمين مصادر الإيرادات. وبينما تبقى «نورث فولت» ملتزمة بمشاريعها في ألمانيا ومونتريال، يبقى مستقبل الشركات المصنعة للبطاريات الغربية وسط المنافسة المتزايدة من الشركات الآسيوية غير مؤكد.

كما أكد آندي بالمر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «أستون مارتن»، أن إتقان إنتاج البطاريات أمر ضروري لتجنب الاعتماد على الشركات الشرقية. وشدد على الحاجة إلى جهد منسق على المستوى الحكومي أو شراكات مع اللاعبين الآسيويين الراسخين لتأمين موطئ قدم في السوق التنافسية للبطاريات.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC