سجلت أسعار النفط اليوم الاثنين أعلى مستوياتها منذ خمسة أشهر، مع تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات؛ بسبب العقوبات الأميركية الجديدة المفروضة على صادرات النفط الروسية.
وارتفع سعر خام «غرب تكساس الوسيط» تسليم فبراير بمقدار 1.40 دولار أميركي ليصل إلى 77.97 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 15 أغسطس. كما صعد خام «برنت» تسليم مارس بمقدار 1.17 دولار أميركي ليبلغ 80.93 دولار للبرميل.
فرضت إدارة بايدن، التي شارفت على انتهاء ولايتها، يوم الجمعة عقوبات جديدة على شركات النفط الروسية، بما في ذلك «غازبروم نفط» و«سورغوت نفت غاز» وفروعهما. وشملت العقوبات أكثر من 180 سفينة وعشرات الشركات المتخصصة في تجارة النفط، خدمات النفط، التأمين، ومسؤولين في قطاع الطاقة.
وأوضحت شركة «آر بي سي كابيتال ماركتس» في مذكرة نهاية الأسبوع أنها رصدت شحنات 75% من السفن الروسية المتأثرة بالعقوبات، التي تعد جزءا مما يُعرف بأسطول الظل الروسي لنقل النفط. وتشير البيانات إلى أن هذه السفن نقلت 1.5 مليون برميل يومياً، منها 750 ألف برميل يومياً إلى الصين و350 ألف برميل يومياً إلى الهند. ومع هذه القيود، يُتوقع أن تعتمد مصافي الدولتين بشكل أكبر على واردات النفط من الشرق الأوسط لتعويض النقص.
وقال بريان ليسن، استراتيجي النفط العالمي في «آر بي سي»، إن العقوبات المفروضة على «غازبروم نفط» (400 ألف برميل يومياً) و«سورغوت نفت غاز» (500 ألف برميل يومياً) قد تؤثر في نحو 20% من إنتاج روسيا. وأضاف أن حجم البراميل المتأثرة قد يكون أكبر بسبب الاعتماد على "أسطول الظل".
بالتزامن مع ذلك، تستعد الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب لتشديد القيود على صادرات النفط الإيراني، التي شهدت ارتفاعاً كبيراً مؤخراً. قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في «ساكسو بنك» إنه من المتوقع أن تعزز الإدارة الجديدة العقوبات على إيران، مما قد يجبرها على خفض إنتاجها الذي ارتفع خلال السنوات الأربع الماضية بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ ست سنوات.
ومن المتوقع أن تسهم هذه العقوبات في زيادة الضغط على أسواق النفط العالمية، حيث يؤدي تقليص صادرات كل من روسيا وإيران إلى تراجع الإمدادات المتاحة، مما يدفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع، وسط مخاوف متزايدة بشأن استقرار السوق.