توقعات النفط.. كيف تغلب تفاؤل الصين على سلبية البيانات الأميركية؟

ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، رغم حالة الهدوء النسبي التي نالت من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وسلبية البيانات الأولية لمخزونات النفط الأميركية، إذ طغى التفاؤل بتعافي الطلب الصيني على توقعات سعر النفط الخام اليوم وغداً.

تسود حالة من التفاؤل في الأسواق مع توقع المتعاملين ارتفاع الطلب في الصين العام المقبل بعدما أعلنت بكين عن سياسة نقدية أكثر تيسيرًا لتحفيز النمو الاقتصادي، للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.

النفط اليوم

زادت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم فبراير 2025 بنحو 0.6% أو ما يعادل 0.4 دولار في البرميل وصولاً إلى مستويات 72.6 دولار بحلول الساعة الـ4:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.

وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يناير 2025 بنحو 0.42 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.61% إلى مستويات فوق 69 دولاراً للبرميل.

عند تسوية تعاملات أمس، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بصورة طفيفة بنسبة 0.07% إلى 72.19 دولار للبرميل، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 68.59 دولار.

المخزونات الأميركية

أظهرت بيانات معهد البترول، التي صدرت في الساعة الـ11:00 مساء أمس بتوقيت غرينتش، أن مخزونات النفط الأميركية ارتفعت بنحو 500 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي على النقيض من توقعات بانخفاض بنحو 1.3 مليون برميل.

جاء الارتفاع في المخزونات رغم انخفاض مخزونات النفط في مركز تسليم كوشينغ بمقدار 1.5 مليون برميل، وهو أكبر مركز تخزين في الولايات المتحدة.

بالمقابل، كشفت بيانات معهد البترول، أن مخزونات البنزين زادت 2.85 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في الـ6 من ديسمبر، فيما صعد مخزون المقطرات يشمل الديزل وزيت التدفئة بنحو 2.45 مليون برميل.

وتترقب الأسواق عن كثب في وقت لاحق اليوم بيانات المخزونات الرسمية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، لاستكشاف آفاق العرض والطلب لدى أكبر منتج للنفط في العالم.

ما يقود السوق

ترتفع أسعار النفط مع توقع السوق لزيادة الطلب في الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، والشح المحتمل للمعروض في أوروبا خلال الشتاء، إلى جانب انحسار المخاوف من تداعيات الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

قالت الصين يوم الاثنين إنها ستتبنى سياسة نقدية ميسرة بشكل مناسب في عام 2025»، وذلك في وقت تحاول فيه بكين تحفيز اقتصادها من خلال أول تيسير لسياستها النقدية منذ الأزمة المالية، من أجل تحقيق مستهدفات النمو.

وأظهرت بيانات إدارة الجمارك الصينية أمس الثلاثاء، ارتفاع واردات الصين من النفط الخام على أساس سنوي للمرة الأولى في سبعة أشهر في نوفمبر بما يزيد على 14% مقارنة بالعام السابق.

في حين يبدو أن التوترات في الشرق الأوسط قد تمَّ احتواؤها؛ ما دفع المستثمرين في السوق إلى خفض توقعاتهم بشأن المخاطر المترتبة على احتمال اتساع رقعة الصراع الإقليمي، وبالتالي لن تؤثر بشكل كبير على إمدادات النفط.