ارتفعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، وعوضت خسائرها الصباحية، بدعم مخاوف من شح الإمدادات من روسيا وإيران بسبب تزايد العقوبات الغربية. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1% إلى 77 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 16.30 بتوقيت غرينتش، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1% إلى 74.30 دولار.
وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل في يو.بي.إس، إن المتعاملين بدؤوا فيما يبدو الأخذ في الاعتبار بعض مخاطر انقطاع الإمدادات الصغيرة لصادرات الخام الإيراني إلى الصين.
وتحوّلت المخاوف من نقص الإمدادات بسبب العقوبات إلى تحسن في الطلب على نفط الشرق الأوسط، ليتجلى ذلك في صورة ارتفاع أسعار النفط السعودي إلى آسيا لشهر فبراير، في أول زيادة من نوعها خلال ثلاثة أشهر.
وقال ثلاثة متعاملين إن مجموعة ميناء شاندونغ في الصين أصدرت إشعاراً أمس الاثنين يحظر على السفن النفطية الخاضعة للعقوبات الأميركية دخول شبكتها من الموانئ، وقد يحد هذا من وصول السفن المدرجة في القائمة السوداء إلى محطات الطاقة الرئيسة على الساحل الشرقي للصين، كما أذكى الطقس البارد في الولايات المتحدة وأوروبا الطلب على وقود التدفئة ليعزز الأسعار.
لكن البيانات الاقتصادية العالمية حدت من مكاسب أسعار النفط، فقد تسارع معدل التضخم في منطقة اليورو في ديسمبر، في تعثر غير مرغوب فيه لكنه متوقع.
وقالت آشلي كيلتي المحللة في بانمور ليبيرم: «ارتفاع التضخم في ألمانيا أثار مقترحات بأن البنك المركزي الأوروبي ربما لا يكون قادراً على خفض أسعار الفائدة بالسرعة المأمولة على امتداد منطقة اليورو، في حين انخفضت طلبيات السلع المصنعة في الولايات المتحدة في نوفمبر».
وينتظر المشاركون في السوق مزيداً من البيانات هذا الأسبوع، مثل تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة لشهر ديسمبر يوم الجمعة للحصول على مؤشرات عن سياسة أسعار الفائدة الأميركية وتوقعات الطلب على النفط.
على صعيد متصل، أظهر مسح أجرته رويترز انخفاض إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من النفط في ديسمبر بعد أن ارتفع لمدة شهرين مع تراجع الإنتاج في إيران والإمارات بسبب صيانة بعض الحقول، وهو ما أزال تأثير زيادة الإنتاج في نيجيريا ودول أخرى في المجموعة.
وأظهر المسح اليوم الثلاثاء أن إنتاج أوبك بلغ 26.46 مليون برميل يومياً الشهر الماضي بانخفاض 50 ألف برميل يومياً عن نوفمبر. وسجلت الإمارات أكبر انخفاض في الإنتاج.
وجاء هذا الانخفاض في الوقت الذي أبقى فيه تحالف أوبك+، الذي يضم أوبك وحلفاء آخرين منهم روسيا، على تخفيضات الإنتاج في ديسمبر؛ بسبب مخاوف تتعلق بالطلب العالمي فضلاً عن ارتفاع الإنتاج من خارج التحالف.
وقرر تحالف أوبك+ الشهر الماضي تأجيل خطته الرامية إلى البدء في زيادة الإنتاج حتى أبريل.