النفط اليوم.. لماذا ارتبكت الأسواق فجأة؟

ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة، اليوم الجمعة، إذ يبدو أنها تتجه إلى تحقيق رابع أسبوع من الارتفاع، وذلك عقب جلسة من جني الأرباح السريع فيما يبدو، والتي جاءت بعد 3 ارتفاعات قوية للأسعار.

تأتي ارتفاعات النفط، اليوم، على مدار الأسبوع إجمالاً، مدفوعة بمخاوف بشأن شح المعروض بعد العقوبات الأميركية على منتجي النفط الروس وتوقعات خفض الفائدة التي تنعكس إيجاباً على النمو، وزيادة الطلب.

في الوقت ذاته، يقترب النفط من نهاية الأسبوع الرابع على التوالي في المنطقة الخضراء، إذ يرتفع خام برنت، خلال 5 أيام، بحوالي 2.4%، بينما صعد الخام الأميركي في الفترة ذاتها بحوالي 3.5%.

النفط الآن

زادت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم مارس 0.5%، أو ما يعادل 0.4 دولار في البرميل، وصولاً إلى مستويات 81.7 دولار في البرميل، بحلول الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش.

وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم فبراير، بحوالي 0.6 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.75% وصولاً إلى مستويات قرب 80 دولاراً التي تخلت عنها أمس.

عند تسوية تعاملات، أمس، هبطت العقود الآجلة لخام برنت 0.74 دولار في البرميل أي 0.9% إلى 81.29 دولار للبرميل بعدما صعدت في الجلسة السابقة 2.6% إلى أعلى مستوياتها منذ 26 يوليو.

في المقابل، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، أمس بحوالي 1.36 دولار أي 1.7% إلى 78.68 دولار للبرميل بعد أن زادت 3.3% الأربعاء لتبلغ أعلى مستوياتها منذ 19 يوليو.

هدنة غزة

جاء التراجع في أسعار النفط بعدما قيّم المتداولون انتهاء علاوة المخاطر بشأن هجمات الحوثيين، وعودة انتظام حركة السفن في البحر الأحمر.

قالت جماعة الحوثي أمس، إنها ستراقب التطورات في الأيام المتبقية قبل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وتسببت هجمات الحوثيين في تعطل حركة الشحن العالمية بعد اضطرار الشركات إلى تحويل رحلاتها إلى مسارات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية طوال أكثر من عام.

ما يقود السوق

لا تزال المخاوف بشأن المعروض بعد العقوبات الأميركية على منتجي النفط وناقلات النفط الروسية، إلى جانب توقعات تعافي الطلب المدفوع بخفض أسعار الفائدة الأمريكية المحتملة، تعزز سوق النفط.

وجاءت البيانات في صالح تحفيز الطلب، إذ ارتفعت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بقوة في ديسمبر مع قيام الأسر بشراء السيارات ومجموعة من السلع الأخرى، ما يشير إلى الطلب القوي في الاقتصاد.

بالمقابل، تلقت الأسواق دفعة بتوقعات تراجع الفائدة وضعف الدولار وزيادة الطلب، بعد تعليقات عضو الفيدرالي كريستوفر والر، الذي قال: «التضخم سيواصل التراجع على الأرجح، وربما يسمح لنا بخفض أسعار الفائدة في وقت أقرب وأسرع من المتوقع».

كتب محللو «جيه. بي مورغان» في مذكرة نشرتها وسائل إعلام غربية: «الطلب العالمي على النفط ارتفع بمقدار 1.2 مليون برميل، يومياً، في أول أسبوعين من العام 2025، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وهو ما يقل قليلاً عن التوقعات».

ورجح محللو البنك أن ينمو الطلب على النفط 1.4 مليون برميل يومياً على أساس سنوي في الأسابيع المقبلة، مدفوعاً بأنشطة السفر المتزايدة في الهند، مع حلول موعد مهرجان سنوي، فضلاً عن السفر إلى الاحتفالات بالعام القمري الجديد في الصين بنهاية شهر يناير.