«برنت» و«غرب تكساس» فوق 80 دولاراً بعد مكاسب قوية
وسعت أسعار النفط مكاسبها لليوم الثاني على التوالي، لتستهل تداولات اليوم الخميس، على ارتفاع بعد أن عزز انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية المخاوف بشأن الإمدادات الناجمة عن عقوبات أميركية على تجارة الطاقة الروسية، بينما حدّ التوصل إلى هدنة في حرب غزة من المكاسب.
تحوم أسعار النفط اليوم عند أعلى مستوياتها منذ الـ18 من نوفمبر الماضي، وذلك بعد أن أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الأربعاء تراجع مخزونات النفط الخام المحلية للمرة السابعة على التوالي الأسبوع الماضي، وهي أطول سلسلة انخفاض منذ يوليو 2021.
من المتوقع تراجع المعروض من النفط الخام عالميا في الأشهر المقبلة حيث دفعت العقوبات الأميركية الجديدة على منتجي النفط وناقلات النفط الروسية كبار عملاء موسكو إلى البحث عن مصادر بديلة للخام، في حين ارتفعت أسعار الشحن وفق بيانات متفرقة لشركات الشحن العالمية.
وعزز ضعف الدولار من التفاؤل بشأن تحسن النمو وزيادة الطلب على النفط، بعد أن أظهرت بيانات أميركية ارتفاع أسعار المستهلكين قليلاً فوق التوقعات في ديسمبر؛ ما زاد التوقعات بمزيد من خفض مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة.
جاءت المكاسب محدودة بعد الموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل رهائن إسرائيليين بسجناء فلسطينيين؛ ما يمهد الطريق أمام نهاية محتملة للحرب المستمرة منذ 15 شهراً، والتي أحدثت اضطرابات في الشرق الأوسط.
صعدت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم مارس 0.6 دولار أو ما يعادل 0.5% وصولاً إلى مستويات 82.57 دولار للبرميل بحلول الساعة الـ0420 بتوقيت غرينتش.
في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم فبراير، 0.38 دولار للبرميل أو ما يعادل 0.45% وصولاً إلى مستويات 80.55 دولار للبرميل.
عند نهاية تعاملات أمس، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.11 دولار أو 2.64% وصولاً إلى مستويات إلى 82.03 دولار للبرميل عند التسوية، مسجلة أعلى مستوى منذ أغسطس 2024.
في حين ربحت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.54 دولار، أي ما يعادل 3.28%، لتسجل مستويات 80.04 دولار للبرميل عند التسوية، وهو أعلى مستوى منذ يوليو.
قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري أمس عن سوق النفط «إن أحدث جولة من العقوبات قد تعطل بشكل كبير إمدادات النفط الروسية وتوزيعها، وقد تحدث اضطراباً كبيراً في سلاسل إمدادات النفط الروسية».
أضافت الوكالة «العقوبات الأميركية الجديدة على إيران وروسيا تشمل كيانات تعاملت مع أكثر من ثلث صادرات النفط الخام الروسية والإيرانية خلال عام 2024، لكنها لم تضع هذه الإجراءات في الحسبان عند وضع توقعاتها للإمدادات في الوقت الحالي».
تابعت الوكالة «نبقي على توقعاتنا لإمدادات كلا البلدين، حتى يصبح التأثير الكامل للعقوبات أوضح، لكن الإجراءات الجديدة قد تؤدي إلى خلل في توازنات النفط الخام والوقود».
تتوقع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بواقع 1.43 مليون برميل يومياً في عام 2026 وهو ما يماثل المعدل المتوقع للعام الجاري.
بينما تتوقع «أوبك» استمرار زيادة الطلب على النفط خلال العقدين المقبلين بما يتعارض مع توقعات وكالة الطاقة الدولية التي ترى أن الطلب سيبلغ ذروته العقد الجاري مع تحول العالم إلى الطاقة النظيفة.
كما لا تزال توقعات سوق النفط الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، التي تقدم المشورة للدول الصناعية، تشير إلى أن السوق العالمية ستسجل فائضاً العام الجاري بسبب نمو المعروض بما يتجاوز زيادة ضعيفة في الطلب.
وأدخلت «أوبك» تعديلات طفيفة على توقعاتها، منتظرة نمو الطلب العالمي على النفط عام 2025 نحو 1.05 مليون برميل يومياً، انخفاضاً من توقعات سابقة بلغت 1.1 مليون برميل يومياً، وقالت إنها تتوقع أن يرتفع الطلب 940 ألف برميل يومياً في عام 2024.