انخفضت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، على الرغم من الهبوط الحاد وغير المتوقع في مخزونات البنزين لدى الولايات المتحدة ما يترجم عادة على أنه إشارة قوية على ارتفاع الطلب لدى أكبر مستهلك للنفط في العالم، لينعكس على استمرار حالة الغموض التي تكتنف توقعات سعر النفط الخام.
كانت أسعار النفط ارتفعت بشكل طفيف عند التسوية بعد معاملات متقلبة أمس، إذ تغلب الانخفاض الكبير في مخزونات الوقود الأميركية على تأثير المخاوف المتعلقة بفائض المعروض وضعف الطلب الناجم عن صعود الدولار.
لليوم الثالث على التوالي تأخذ الأسعار منحنى مناهضاً للبيانات، في إشارة إلى فقدان الأسواق التحفيز الحقيقي في ظل استيعاب الأسواق للمحركات الكبرى كافة على غرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والتي دخلت عامها الثاني.
خلال العام الجاري تتحرك أسعار النفط في نطاق نحو 21 دولاراً، وهو الفارق بين أعلى سعر وأدناه خلال العام، حيث سجل الخام القياسي أعلى إغلاق قرب 92 دولاراً للبرميل، بينما كان أدنى إغلاق عند مستويات الـ 70 دولاراً للبرميل.
هبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير 0.4 دولار للبرميل أو ما يعادل 0.45% وصولا إلى مستويات 72.1 دولار للبرميل بحلول الساعة 3:30 صباحاً بتوقيت غرينتش.
بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.45 دولار للبرميل أو ما يعادل 0.62% وصولاً إلى مستويات 68.28 دولار للبرميل.
وخلال الأسبوع الجاري فقدت العقود الآجلة لخام برنت القياسي حتى اليوم 2.3%، بينما خسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي ما يقرب من 3%.
عند نهاية تداولات أمس، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 0.3 دولار للبرميل أو 0.4% إلى 72.56 دولار للبرميل، وازدادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.27 دولار أو 0.4% إلى 68.70 دولار.
تتعرض الأسعار لضغوط من قوة الدولار الذي قفز أمس إلى أعلى مستوى في عامين، بعد ارتفاع دام 5 جلسات على التوالي بدعم من ارتفاع العوائد وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس إن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت 2.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما يفوق بكثير توقعات المحللين بزيادة قدرها 750 ألف برميل.
لكن في المقابل، هبطت مخزونات البنزين 4.4 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى منذ نوفمبر 2022، مقارنة بتوقعات المحللين بزيادة 600 ألف برميل.
كما أظهرت البيانات أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل ووقود التدفئة، انخفضت بشكل غير متوقع بمقدار 1.4 مليون برميل.
أوضحت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط أمس، أن العرض سيكون أكثر من الطلب في عام 2025، حتى لو ظلت تخفيضات مجموعة «أوبك+» سارية، لأن ارتفاع الإنتاج من الولايات المتحدة ودول أخرى خارج مجموعة البلدان المنتجة يقابله تباطؤ في نمو الطلب العالمي على الخام.
وأجرت الوكالة تعديلاً طفيفاً في رفع توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2024، بزيادة 60 ألف برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق، ليصبح الإجمالي 920 ألف برميل يومياً.
أبقت الوكالة، ومقرها باريس، على توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2025 دون تعديل كبير مقارنة بالشهر السابق، إذ توقعت أن يشهد الطلب على النفط زيادة قدرها 990 ألف برميل يومياً في العام المقبل.
بينما خفضت «أوبك» الأربعاء، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام ولعام 2025، فيما يمثل رابع مراجعة بالخفض من جانب المنظمة لتوقعاتها لعام 2024.