النفط ينخفض مع استمرار التقلبات وتضارب البيانات

 

انخفضت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، وتراجع خام برنت القياسي إلى مستويات قريبة من 82 دولاراً للبرميل، فيما انخفض الخام الأميركي إلى حدود 78 دولاراً للبرميل، وسط تضارب البيانات واستمرار الشدّ والجذب بين محفزات ومثبطات الأسعار.

وعلى الرغم من تراجع أسعار النفط، فإنها تتجه نحو تسجيل أول مكاسب أسبوعية في أربعة أسابيع، مع قيام الأسواق بتقييم تأثير الإبقاء على أسعار الفائدة في الولايات المتحدة مرتفعة لفترة أطول، بالتزامن مع توقعات بنمو قوي في الطلب على الخام والوقود خلال العام الجاري.

المنظمة تتوقع نمو حجم الطلب إلى 116 مليون برميل يومياً بحلول 2045

هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة "أوبك" 

تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي اليوم بما يقرب من دولار  أو ما يعادل 1%، لتسجل 81.92 دولار للبرميل قبل أن تقلص جانباً من خسائرها وتعود إلى مستويات أعلى من 82 دولاراً للبرميل. 

وفي الوقت ذاته، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.1% إلى 77.67 دولار قبل أن تعوض جزءاً من خسائره وتعود إلى ما فوق مستويات 78 دولاراً للبرميل.

 

محفزات الأسعار

ارتفعت أسعار النفط في وقت سابق من الأسبوع، بعدما أبقت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" على توقعاتها لنمو قوي نسبياً في الطلب العالمي على النفط خلال 2024، فضلاً عن توقع "غولدمان ساكس" لطلب أميركي قوي على الوقود هذا الصيف.

أسهمت هذه العوامل في محو تراجعات الأسبوع السابق التي جاءت على خلفية اتفاق "أوبك" وحلفائها ضمن مجموعة "أوبك+"، على البدء في إلغاء تخفيضات للإنتاج بعد سبتمبر.

وتلقت الأسواق دعماً إضافياً من تعهد روسيا بالالتزام بتعهداتها الإنتاجية في اتفاق "أوبك+"، بعدما قالت إنها تجاوزت حصتها في مايو، وهو ما منح الأسواق إشارات إلى أن المعروض لن يزيد هذا الشهر.

إلا أن الأسعار عادت وهبطت بعدما أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة ثابتة، وأرجأ الموعد المتوقع لبدء تخفيضات أسعار الفائدة إلى أواخر ديسمبر. 

وعززت تصريحات صادرة عن مسؤولين في المركزي الأميركي المخاوف من أن النمو الاقتصادي قد يتباطأ ويقلل الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، فضلاً عن توقعات بزيادة الإنتاج الأميركي.

تقرير "الطاقة الدولية" خطير، لا سيما بالنسبة إلى المستهلكين، ولن يؤدي إلا إلى عدم استقرار في قطاع الطاقة على نطاق غير مسبوق على الأرجح

هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة "أوبك"

بيانات إيجابية

عند نهاية تعاملات يوم الخميس، صعدت أسعار النفط عند التسوية في تعاملات متقلبة مدعومة من توقعات "أوبك" بنمو الطلب، وإظهار بيانات أميركية تراجع قوة سوق العمل وانحسار التضخم في الولايات المتحدة، مما أحيا الآمال في خفض أسعار الفائدة.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.2% إلى 82.75 دولار للبرميل عند التسوية، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.2% أيضاً إلى 78.62 دولار.

وفي الوقت ذاته، صعد الخامان القياسيان بنحو 1% في الجلسة السابقة، بعدما أسهمت تعليقات جديدة من منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" في تعزيز أسعار الخام.

 

تقرير لوكالة الطاقة الدولية

قال هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة "أوبك"، إن المنظمة تتوقع نمو حجم الطلب إلى 116 مليون برميل يومياً بحلول 2045، وربما أعلى من ذلك، في انتقاد لتقرير وكالة الطاقة الدولية، والذي توقعت فيه أن يصل استهلاك النفط إلى ذروته بحلول 2029.

ووصف الغيص في تعليق لمزود بيانات أسواق الطاقة "إنرجي أسبيكتس"، تقرير الوكالة بأنه "تعليق خطير، لا سيما بالنسبة إلى المستهلكين، ولن يؤدي إلا إلى عدم الاستقرار في قطاع الطاقة على نطاق غير مسبوق على الأرجح".

كانت أسعار النفط قد تعرضت لضغوط من تقرير صدر عن وكالة الطاقة الدولية يحذر من فائض في المعروض في المستقبل القريب.

وعلى جانب الإمدادات، أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء ارتفاع مخزونات الخام الأميركية بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، مدفوعة إلى حد بعيد بقفزة في الواردات، كما زادت مخزونات الوقود بأكثر من المتوقع.

بيانات متضاربة

يراهن المضاربون على ارتفاع الأسعار بعد البيانات الأميركية التي أظهرت انخفاض مؤشر أسعار المنتجين للطلب النهائي 0.2%، بينما أظهرت بيانات سوق العمل أن العدد الأسبوعي للأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة تجاوز التقديرات ليسجل أعلى مستوى في 10 أشهر.

يأتي ذلك في الوقت الذي أبقى فيه مجلس الاحتياطي الاتحادي على أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، وأرجأ موعد البدء في خفض تكاليف الاقتراض إلى ديسمبر.

وعادة ما يؤدي ارتفاع تكاليف الاقتراض إلى إضعاف النمو الاقتصادي، وهو ما قد يحد من الطلب على النفط، نظراً إلى أن الفائدة المرتفعة تجعل الدولار أقوى، وهو ما يرفع بالتالي تكلفة شراء ونقل وتأمين الخام على المشترين.

وأشار رئيس المركزي الأميركي جيروم باول في مؤتمر صحفي بعد نهاية اجتماع لجنة السياسة النقدية الذي استمر يومين، إلى أن التضخم انخفض دون توجيه ضربة كبيرة للاقتصاد. وقال إنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن ذلك لا يمكن أن يستمر.