جنبا إلى جنب بدا أن حالة من التقلبات الشديدة هي الغالبة والمسيطرة على توجهات الأسعار التي تتقلب في الجلسة الواحدة صعودا وهبوطا لأكثر من مرة تأثرا بتدفق البيانات الاقتصادية التي تشير حتى الآن إلى تباطؤ الطلب العالمي مع ضعف الاقتصادات الكبرى.
وتترقب السوق الآن بيانات اقتصادية من الولايات المتحدة، إذ سيصدر مكتب إحصاءات العمل، اليوم الجمعة، التقرير الشهري للوظائف غير الزراعية وهو مقياس لقوة سوق العمل في البلاد ويأخذه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في الاعتبار عند تحديد أسعار الفائدة.
أسعار النفط الخام تعرضت لضغوط بسبب الزيادة غير المتوقعة في مخزونات النفط الأميركية وعلامات وقف إطلاق النار الوشيكهيرويوكي كيكوكاوا
وشهدت أسعار النفط ارتفاعا طفيفا في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، وسط احتمالات بأن يبقي تحالف أوبك+ على تخفيضات الإنتاج، لكن خامي برنت وغرب تكساس يتجهان لتسجيل تراجع أسبوعي على خلفية مخاوف تتعلق بالاقتصاد الأميركي.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو 30 سنتا أو ما يعادل 0.15% وصولا إلى مستويات قرب الـ84 دولارا للبرميل خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الجمعة.
وفي الوقت ذاته، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يونيو خلال لحظات كتابة ونشر التقرير بحوالي 25 سنتا وصولا إلى مستويات 79.14 دولار للبرميل.
وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنهاية تعاملات أمس الخميس إلى 78.95 دولار للبرميل عند التسوية، وهو أدنى مستوى منذ 12 مارس.
وسجل خام برنت أيضا أدنى مستوياته منذ أوائل مارس ثم تعافى من المستويات المتدنية المسجلة خلال الجلسة ليصعد 23 سنتا أو 0.3 % إلى 83.67 دولار للبرميل عند التسوية في جلسة يسودها التقلب.
ويتجه خام برنت صوب انخفاض أسبوعي بواقع 6.3%، في حين يتجه خام غرب تكساس الوسيط الأميركي نحو خسارة تبلغ 5.6% خلال الأسبوع الذي ينتهي بنهاية تعاملات اليوم.
تراكم مخزونات النفط الأميركية وإشارة الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة على المدى الطويل انعكسا سلبا على الأسعارفاندانا هاري- فاندا إنسايتس
اقتربت أسعار النفط من أدنى مستوياتها منذ أكثر من سبعة أسابيع، مع تعرضها لضغوط من ضعف الطلب العالمي وتزايد المخزونات وتبدد الآمال في خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بوتيرة سريعة، وعادة ما تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة على الاقتصاد ويمكن أن تقلل الطلب على النفط.
وتزايدت مخاوف المستثمرين من تباطؤ اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة، وذلك في ظل استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" من دون أي أثر كبير في إمدادات النفط من الشرق الأوسط.
وهوت الأسعار أكثر من 3.5% أول أمس الأربعاء بعد أن أشارت الحكومة الأميركية إلى قفزة مفاجئة في مخزونات النفط الخام وبعد تثبيت مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة، مشيرا إلى وجود تضخم جامح.
يأتي التراجع الذي تشهده أسعار النفط الخام قبل أسابيع من الاجتماع المقبل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها ضمن التجمع المعروف باسم أوبك+.
ووفقا لتقارير صحفية من المرجح أن يتجه التجمع إلى تمديد تخفيضاته الطوعية لإنتاج النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا إلى ما بعد يونيو إذا لم يرتفع الطلب على النفط.
وتجدر الإشارة إلى أن التجمع لم يبدأ بعد محادثاته الرسمية التمهيدية للاجتماع المقرر في الأول من يونيو .
إذا تحركت أسعار النفط الخام إلى نطاق 90-100 دولار، فمن المرجح أن يخفف أوبك+ التخفيضات؛ ما يوفر سقفا ناعما للنفطسيتي بنك
ويتوقع المحللون في سيتي بنك أن يمدد أوبك+ تخفيضات الإنتاج خلال النصف الثاني من العام عندما يجتمع وزراء التحالف في الأول من يونيو.
وقال محللون سيتي بنك في مذكرة: "إذا تحركت أسعار النفط الخام إلى نطاق 90-100 دولار، فمن المرجح أن يخفف أوبك+ التخفيضات؛ ما يوفر سقفا ناعما للنفط".
يرى رئيس شركة إن إس تريدينغ هيرويوكي كيكوكاوا أن أسعار النفط الخام تعرضت لضغوط بسبب الزيادة غير المتوقعة في مخزونات النفط الأميركية وعلامات وقف إطلاق النار الوشيك في غزة الذي من شأنه أن يخفف المخاوف بشأن إمدادات الشرق الأوسط.
وقال رئيس شركة إن إس تريدينغ: "لقد حظيت سوق النفط بدعم من التكهنات بأنه إذا انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 79 دولارًا، فإن الولايات المتحدة ستتحرك لبناء احتياطاتها الاستراتيجية".
وقالت مؤسِسة "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة، فاندانا هاري: "مع اقتراب تأثير تراكم مخزونات النفط الأميركية وإشارة الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة على المدى الطويل؛ فإن الاهتمام سيتجه نحو نتائج محادثات غزة".
وأضافت هاري: "ما دام أنها قد استمرت موجة التفاؤل الأخيرة بشأن وقف إطلاق النار، أتوقع استمرار التحيز الهبوطي في النفط الخام".