logo
طاقة

لماذا يطول أمد خطط الاستغناء عن الغاز الروسي؟

لماذا يطول أمد خطط الاستغناء عن الغاز الروسي؟
محطة استقبال الغاز لخط "نورد ستريم 1" في مكلنبورغ-فوربومرن الألمانية قرب بحر البلطيق.المصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:26 يونيو 2024, 04:30 م

في غضون عامين، خفضت أوروبا بشكل كبير اعتمادها على موسكو. لكن الاستغناء تماماً عن الغاز الروسي أمر صعب على المدى القصير. لا بل وزادت القارة العجوز وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الروسي، علماً بأن الدعوات للاستغناء عن الغاز الروسي في أوروبا لا تزال تتصاعد. ولكن في الواقع، مثل هذه العملية قد تكون معقدة.
وجاء في تقرير صدر حديث عن معهد "بروكينغز" بعنوان "طلاق أوروبا الفوضوي من الغاز الروسي": من المؤكد أن اعتماد أوروبا على الغاز الروسي انخفض على مدى العامين الماضيين، ولكنه يظل كبيراً، وتغيّرت طبيعته".
وبالإجمال، لا تزال واردات الغاز الروسي تمثل 15% من الإمدادات في أوروبا مقارنة بأكثر من 40% قبل الأزمة. وانخفضت الواردات عبر خطوط الأنابيب إلى مستوى تاريخي، وفي عام 2023، وفقاً لتقرير حديث صادر عن وكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال"، انخفضت الواردات بنسبة 83% مقارنة بمستواها في عام 2021، وهو ما يمثل 8% فقط من إجمالي الواردات. ويتعلق هذا بشكل رئيسي بإمدادات دول أوروبا الوسطى، مثل المجر وسلوفاكيا والنمسا، التي لا تزال متصلة بخط أنابيب الغاز الروسي الذي يمر عبر أوكرانيا. وفي النمسا، كان الغاز الروسي لا يزال يمثّل 80% من الاستهلاك خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام.
 
طفرة الغاز المسال

وقد تجري مناقشات مع أذربيجان في حال توقفت الإمدادات الروسية عبر خط الأنابيب، لأن العقد بين روسيا وأوكرانيا ينتهي في ديسمبر المقبل. ومن الممكن أن تضخ باكو الغاز في أحد فروع خط أنابيب الغاز، الأمر الذي قد يخفف المشكلة على دول أوروبا الشرقية.

واعتمدت بقية القارة، وخاصة ألمانيا، وبشكل كبير، على النرويج لتحل محل الغاز الروسي الذي كان يمر في السابق عبر خط أنابيب نورد ستريم. وزادت واردات الغاز النرويجية، في المتوسط، بنسبة 30% مقارنة بعام 2021، لكن الحوادث التي تعرضت لها البنية التحتية النرويجية كانت بمثابة تذكير، في الأشهر الأخيرة، بأن التوازن الأوروبي الجديد هش. وأدت إلى ارتفاع جديد في أسعار المؤشر الأوروبي الرئيسي للغاز (+40% بين أوائل أبريل ونهاية مايو.

لكن الغاز الطبيعي المسال هو الذي استفاد من الوضع الجديد، إذ قدّم 37% و34% على التوالي من استهلاك الغاز الأوروبي في عامي 2022 و2023، مقابل 19% في عام 2021. وكان الغاز الأميركي بشكل أساسي هو الذي تم نقله بهذه الطريقة: لقد تضاعفت واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة في الفترة ما بين 20 ديسمبر من العام الماضي و21 وأبريل 2024، إلى 5.9 مليار متر مكعب.

وقطر هي أيضاً استفادت كما استفادت روسيا. وتواصل موسكو شحن غازها عبر عقود توريد طويلة الأجل - ولا سيما مع شركة "توتال إينرجي". وفي العام الماضي، زادت أوروبا وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الروسي، بسعر أرخص من المنافسين الأميركيين والقطريين. وتظل فرنسا، المستورد الرئيسي للغاز الطبيعي المسال في أوروبا.

وفي العام الماضي، دخل 8.2 مليار يورو إلى خزائن روسيا بفضل هذه الصادرات إلى أوروبا، وفقًا لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف. وتشير تقديرات المركز البحثي إلى أن تحديد سقف سعري قدره 17 يورو لكل ميغاوات في الساعة كان من شأنه أن يخفض الإيرادات الروسية بنسبة 60%.

ومع ذلك، فإن القدرات الأميركية محدودة، وتظل الأسئلة قائمة حول سياسة واشنطن، بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل. فيمكن لدونالد ترامب استخدام هذه الرافعة للضغط على أوروبا وخفض الأسعار في الولايات المتحدة. وفي مواجهة هذه الشكوك، قامت العديد من الدول الأوروبية بتغيير استراتيجيتها بالفعل. فأبرمت ألمانيا عقد توريد طويل الأمد مع قطر.  

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC