توقعات بارتفاع الطلب على النفط إلى 103.9 مليون برميل يومياً في 2025

توقعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الصادر في ديسمبر تسارع نمو الطلب العالمي على النفط ليصل إلى 1.1 مليون برميل يومياً في عام 2025، مقارنة بـ 840 ألف برميل يومياً في 2024؛ ما سيؤدي إلى ارتفاع إجمالي الاستهلاك إلى 103.9 مليون برميل يومياً.

 وتأتي هذه الزيادة مدفوعة بالمواد الخام البتروكيماوية، رغم بقاء الطلب على وقود النقل مقيداً بالتطورات السلوكية والتكنولوجية. وفي حين تباطأ نمو الطلب في الصين، فإن الاقتصادات الناشئة في آسيا ستظل المحرك الأساس لهذه المكاسب خلال السنوات المقبلة.

نمو المعروض العالمي من النفط

ارتفع المعروض العالمي من النفط بنحو 130 ألف برميل يومياً في نوفمبر ليصل إلى 103.4 مليون برميل يومياً، بزيادة 230 ألف برميل يومياً مقارنة بالعام السابق، بفضل تعافي إنتاج ليبيا وكازاخستان، بحسب تقرير الوكالة. 

وتوقع التقرير أن يزيد المعروض الإجمالي بنحو 630 ألف برميل يومياً هذا العام، و1.9 مليون برميل يومياً في عام 2025 ليصل إلى 104.8 مليون برميل يومياً، حتى مع استمرار تخفيضات «أوبك+». 

كما يُتوقع أن ينمو المعروض من خارج «أوبك+» بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً خلال العامين المقبلين، بقيادة الولايات المتحدة، والبرازيل، وغيانا، وكندا، والأرجنتين.

 

قرارات «أوبك+» وتوازن السوق

أدى قرار «أوبك+» بتأجيل إنهاء تخفيضات الإنتاج الطوعية الإضافية لمدة ثلاثة أشهر وتمديد فترة زيادة الإنتاج حتى سبتمبر 2026 إلى تقليص فائض العرض المتوقع في العام المقبل. 

ومع ذلك، فإن النمو المستمر في المعروض من الدول غير الأعضاء في «أوبك+» وضعف الطلب النسبي يجعل السوق تبدو مريحة نسبياً من حيث الإمدادات في 2025، بحسب التقرير. 

وأكد وزراء «أوبك+» تأجيل استعادة كميات الإنتاج المخفضة حتى سبتمبر 2026، وسط توترات جيوسياسية وتباطؤ نمو الطلب العالمي. تشير توقعات السوق إلى فائض في العرض يبلغ 950 ألف برميل يومياً في 2025، وقد يرتفع إلى 1.4 مليون برميل يومياً إذا تم تخفيف التخفيضات اعتباراً من مارس 2025.

المخزونات العالمية

انخفضت مخزونات النفط العالمية بمقدار 39.3 مليون برميل في أكتوبر، نتيجة انخفاض غير مسبوق في منتجات النفط (-82.3 مليون برميل). 

ويُعزى ذلك إلى تزامن تراجع نشاط المصافي مع زيادة الطلب العالمي، وتراجعت مخزونات الصناعة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 30.9 مليون برميل لتصل إلى 2778 مليون برميل، وهو أقل بمقدار 91.6 مليون برميل عن المتوسط خلال السنوات الخمس الماضية.

 وتشير البيانات الأولية لشهر نوفمبر إلى انتعاش المخزونات العالمية، بقيادة النفط على الماء والنفط الخام من خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

 

حركة أسعار النفط

وظلت العقود الآجلة للنفط الخام مستقرة نسبياً في نوفمبر عند نحو 73 دولاراً للبرميل لخام برنت، وتم تداول الأسعار ضمن نطاق ضيق يبلغ 5 دولارات للبرميل، وسط تذبذب المخاوف بين أمن الإمدادات وتباطؤ نمو الطلب. كما انخفضت التقلبات إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر.

النمو العالمي والمعروض المستقبلي

قد يرتفع إنتاج «أوبك+» من النفط الخام العام المقبل إذا استمرت ليبيا وجنوب السودان والسودان في الإنتاج، مع بدء تشغيل توسعة حقل تنجيز في كازاخستان. 

وعلى المستوى العالمي، ستقود الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغيانا والأرجنتين نمو العرض، بإضافة أكثر من 1.1 مليون برميل يومياً من النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي.

تحديات الطلب العالمي

أوضحت الوكالة في تقريرها أن تباطؤ نمو الطلب الصيني أدى إلى تحويل التوقعات نحو مسار أكثر ليونة، بينما يُتوقع أن تستمر الاقتصادات الناشئة في تحقيق زيادات معتدلة. 

ومع اقتراب العام من نهايته، تبدو أسواق النفط هادئة نسبياً، لكن المخاطر الجيوسياسية وصدمات السوق المحتملة تظل عوامل رئيسة تحتاج إلى مراقبة دقيقة.

أداء المصافي وهوامش الربح

من المتوقع أن تصل إنتاجية المصافي إلى ذروة سنوية عند 84.3 مليون برميل يومياً في ديسمبر، بزيادة نحو 3 ملايين برميل يومياً مقارنة بأكتوبر الذي تأثر بأنشطة الصيانة والتخفيضات الاقتصادية.

ويُتوقع أن يبلغ متوسط إنتاج الخام 82.7 مليون برميل يومياً في عام 2024 و83.3 مليون برميل يومياً في 2025. وقد تحسنت هوامش المصافي في آسيا خلال نوفمبر بفضل ارتفاع الطلب على المقطرات المتوسطة، رغم انخفاض قيم البنزين والنافثا في حوض الأطلسي.