المتداولون يترقبون إجراءات التحفيز الصينية
«الطاقة الدولية» و«أوبك»: المعروض يتجاوز نمو الطلب
لليوم الثاني على التوالي تتحرك أسعار النفط في النطاق الضيق والتقلبات السعرية ذاتها، بعد توقعات وكالة الطاقة الدولية و«أوبك»، اللتين أظهرتا وفرة الإمدادات وتحسناً مشروطاً في الطلب على النفط الخام، وهو ما انسحب على توقعات سعر النفط الخام.
في غضون ذلك تجاهل المتداولون التوقعات التي ترجح انتعاش الطلب نتيجة لإجراءات التحفيز الأخيرة التي أعلنت عنها السلطات في بكين، تزامناً واستيعاب التوترات الجيوسياسية الأخيرة في الشرق الأوسط وأوروبا.
انخفضت أسعار النفط خلال التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، تزامناً مع بداية متقلبة، إذا تبحث الأسعار عن وجهة وسط زخم من تطورت التوترات الجيوسياسية العالمية، وتحفظ توقعات مؤسسات النفط الدولية.
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير 2025 بنحو 0.1% أو ما يعادل 8 سنتات وصولاً إلى مستويات 73.35 دولار للبرميل بحلول الساعة 3:10 صباحاً بتوقيت غرينتش.
كما هبطت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم شهر يناير 2025، بنحو سبعة سنتات أو ما يعادل 0.08% إلى مستويات قرب 70 دولاراً للبرميل.
عند تسوية تعاملات أمس انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 11 سنتاً أو 0.15% إلى 73.41 دولار للبرميل، وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 27 سنتاً أو 0.38% إلى 70.02 دولار.
رغم التراجعات في الأسواق، إلا أن النفط يتجه إلى تسجيل مكاسب أسبوعية تقترب 4% بعد البداية القوية، والتي جاءت على وقع التوترات التي شهدتها سوريا مطلع هذا الأسبوع.
في الوقت ذاته تلقت الأسعار دعماً كبيراً مع تشديد عقوبات على روسيا وإيران والآمال في أن ترفع إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.
حتى الآن ارتفع خام برنت القياسي في خمسة أيام بنسبة 3.3% بينما صعد غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 4.3%.
توقعت وكالة الطاقة الدولية أن تزيد دول من خارج «أوبك+» الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً العام المقبل، وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والأرجنتين.
قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري: «من المتوقع أن تتجاوز الإمدادات توقعات نمو الطلب البالغة 1.1 مليون برميل يومياً، لترفع بذلك توقعاتها للطلب من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي».
أضافت الوكالة: «نمو الطلب سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية؛ بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».
وارتفعت واردات الصين من النفط الخام على أساس سنوي للمرة الأولى في سبعة أشهر في نوفمبر، مدفوعة بانخفاض الأسعار وملء المخزونات.
خفضت منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 بمقدار 210 آلاف برميل يومياً، إلى 1.6 مليون برميل يومياً، مقارنةً بالتقديرات السابقة.
كما خُفضت توقعات نمو الطلب العالمي على النفط في 2025 بمقدار 90 ألف برميل يومياً، لتصل إلى 1.4 مليون برميل يومياً.
في حين رفعت «أوبك» في تقريرها الشهري الصادر توقعات نمو الإمدادات من خارج دول إعلان التعاون في 2024، إلى 1.3 مليون برميل يومياً، في حين ثُبِّتَت التوقعات لعام 2025 عند 1.1 مليون برميل يومياً.
وعدلت المنظمة توقعات الطلب على نفط دول إعلان مجلس التعاون الخليجي، حيث خُفضت التوقعات في 2024 إلى 42.4 مليون برميل يومياً، وإلى 42.7 مليون برميل يومياً في 2025، وخفضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب لعام 2024 للشهر الخامس على التوالي.