«غولدمان ساكس»: العبء الأكبر للرسوم ستتحمله كندا
الولايات المتحدة تسجل واردات قياسية من النفط الكندي
من المرجح أن تنخفض أسعار النفط على المدى الطويل بعد الارتفاع الأولي الذي أعقب فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية باهظة على كندا والمكسيك والصين، بحسب بنوك عالمية ومراقبين.
تشمل الرسوم الجمركية، التي ستدخل حيز التنفيذ، غداً الثلاثاء، ضريبة بنسبة 25% على معظم السلع من المكسيك وكندا، ورسوماً بنسبة 10% على واردات الطاقة من كندا، ورسوماً بنسبة 10% على الواردات الصينية.
◄ ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.75% قرب 74 دولاراً للبرميل.
◄ ازدادت العقود الآجلة للبنزين الأميركي، وسجلت العقود الآجلة للبنزين RBOB ارتفاعاً بنسبة 2.81% إلى 2.11 دولار للغالون.
◄ صعد خام برنت العالمي في تعاملات العقود الآجلة 1.5% إلى 76 دولاراً للبرميل.
◄ ارتفعت العقود الآجلة للغاز الأميركي خلال تعاملات اليوم الاثنين بأكثر من 8% وصولاً إلى 3.3 دولار.
أبقى بنك «غولدمان ساكس» على توقعاته لأسعار النفط لعام 2026/2025 دون تغيير، متوقعاً تأثيراً ضئيلاً على الأسعار في الأمد القريب؛ بسبب استقرار إنتاج النفط العالمي والطلب عليه، فضلاً عن التعريفة النفطية الكندية التي تم تسعيرها بالفعل.
في الأسبوع الماضي، رفع بنك «غولدمان ساكس» توقعاته لسعر خام برنت للعام الجاري و2026 إلى 78 دولاراً (مقابل 76 دولاراً سابقاً) و73 دولاراً (من 71 دولاراً) على التوالي.
بحسب أحدث بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، بلغت واردات أميركا من النفط الخام الكندي مستوى قياسياً بلغ 4.3 مليون برميل يومياً في يوليو 2024، بعد توسعة خط أنابيب ترانس ماونتن الكندي.
وشكلت كندا نحو 62% من إجمالي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام في الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي، بينما شكلت المكسيك نحو 7% في الفترة ذاتها.
قال رئيس شركة «ليبو أويل أسوشيتس»، آندي ليبو، لشبكة «سي إن بي سي» الأميركية: «بينما كانت الحركة الأولية للنفط الخام تصاعدية، فإن دورة التعريفات الجمركية والإجراءات الانتقامية من قبل كندا والمكسيك والصين، وربما دول أخرى في المستقبل قد تؤدي إلى ركود عالمي؛ ما يتسبب في انخفاض أسعار النفط».
أضاف ليبو «الرسوم الجمركية لم تسفر عن سحب أي إمدادات نفطية من السوق، وستؤدي إلى إعادة توزيع الإمدادات مع سعي المكسيك وكندا إلى تحويل أحجامهما إلى أوروبا وآسيا».
في الوقت ذاته، ستسعى مصافي التكرير الأميركية إلى معالجة المزيد من النفط الخام المحلي مع البحث عن بدائل في الشرق الأوسط، وفقاً لليبو.
قال رئيس أبحاث الطاقة في «إم إس تي ماركيت«، شاول كافونيك: «كندا والمكسيك لديهما قدرة تكرير احتياطية محدودة أو طرق تصدير بديلة، ومن المرجح أن تدفع الرسوم الجمركية منتجي النفط في كلا البلدين إلى تخفيضات كبيرة في الأسعار».
وكتب خبراء بنك «غولدمان ساكس» في مذكرة، أمس الأحد :«منتجو النفط الكنديون سيتحملون في نهاية المطاف العبء الأكبر من الرسوم الجمركية مع خصم يتراوح بين 3 و4 دولارات للبرميل على الخام الكندي؛ نظراً للأسواق البديلة المحدودة للتصدير».
في الأمد المتوسط، يتوقع محللو «غولدمان ساكس» أيضاً أن تؤثر التعريفات الجمركية واسعة النطاق في الناتج المحلي الإجمالي العالمي وكذلك الطلب على النفط؛ ما يؤثر سلباً في أسعار النفط.
يرى رئيس أبحاث الطاقة في «إم إس تي ماركيت» أن أسعار النفط قد تنخفض بشكل أكبر بعد الربع المقبل مع تفاقم صورة الطلب؛ بسبب الرسوم الجمركية ومواجهة «أوبك+» لضغوط متزايدة من ترامب لعكس تخفيضات الإنتاج.
في نهاية يناير الماضي طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب «أوبك+» بضرورة خفض أسعار النفط، في حين لم تعلق المجموعة المصدرة للنفط على تصريحات ترامب في بيان رسمي.
كانت «أوبك+» تحجب 2.2 مليون برميل يومياً عن السوق العالمية لوقف انخفاض الأسعار، وفي ديسمبر، قررت المجموعة تمديد تخفيضات الإنتاج حتى مارس على الأقل قبل التخلص منها تدريجياً على مدار عام.
قال بنك «غولدمان ساكس» في المذكرة التي صدرت أمس: «الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي من المرجح أن يكون لها تأثير محدود في الأمد القريب على أسعار النفط والغاز العالمية».
وكتب خبراء البنك الأميركي: «الانخفاض المحتمل في واردات الغاز الطبيعي الأميركي من كندا بسبب الرسوم الجمركية، صغير للغاية بحيث لا يؤدي إلى رفع أسعار الغاز الطبيعي الأميركي بشكل كبير».
كما توقع محللو «غولدمان ساكس» أن الرسوم الجمركية الأميركية على المكسيك وكندا ستكون قصيرة الأجل، في حين قال ترامب إنه سيتحدث مع زعيمي كندا والمكسيك، اللتين أعلنتا فرض رسوم جمركية انتقامية، لكنه قلل من التوقعات بأنهما ستغيران رأيه.