وتشمل البلدان التي تحتوي على أكبر كميات من الهيدروجين الأخضر المغرب ومصر، بالإضافة إلى بعض البلدان الموجودة في القارة الأميركية والشرق الأوسط وإفريقيا جنوب الصحراء.
ويمكن للهيدروجين الأزرق، المصنوع من الوقود الأحفوري، ويمكن سحب ثاني أكسيد الكربون الناتج منه، أن يعزز العرض في البداية ولكنه سيفسح المجال تدريجياً للهيدروجين الأخضر اعتباراً من عام 2040.
ويرسم تقرير لديلوات سوقاً عالمياً مشابهاً لسوق النفط أو الغاز الطبيعي المسال، مع وجود تجارة مكثفة بين المناطق المصدرة والمستهلكة، حيث سيكون الإنتاج أعلى بكثير من الاستهلاك المحلي في الدول المنتجة. ويمكن للهيدروجين أن يولد تجارة عالمية تبلغ قيمتها 280 مليار دولار سنويا بحلول عام 2050، لسوق قد يتجاوز مجموعه 1400 مليار دولار.
وبحسب التقرير هناك أربع مناطق تنتج 45% من إنتاج الهيدروجين في العام عام 2050، وتمثّل 90% من التجارة. وتتمتع شمال إفريقيا وأستراليا بأعلى الإمكانات للتصدير، حيث سيصدر كل منهما على التوالي 44 و 16 مليون طن من الهيدروجين، ثم تليهما أميركا الشمالية والشرق الأوسط. وأخيراً أميركا الجنوبية وإفريقيا جنوب الصحراء حيث تقدر شركة "ديلوات" حصة الدول الأخيرة في السوق العالمية بحوالي 10% لكل منها في عام 2050.
وترى "ديلوات" أن الفرص هائلة بالنسبة لشمال إفريقيا، حيث يمكن أن تكون تكاليف الإنتاج أقل بأربع مرات من تلك الموجودة في أوروبا في عام 2050، بسبب الإمكانات الهائلة للطاقات المتجددة. ويمكن للهيدروجين أن يدر عائدات تصل إلى 110 مليارات دولار سنوياً في عام 2050، مقارنة بـ 63 مليار دولار في أميركا الشمالية، و39 مليار دولار في أستراليا و20 مليار دولار في الشرق الأوسط.
وفي الأشهر الأخيرة، تم الإعلان عن عدة مشاريع ضخمة في المغرب، الذي يريد الاستفادة من إمكاناته الطبيعية، وقربه من أوروبا، ليصبح أحد رواد العالم في مجال الهيدروجين الأخضر في السنوات القادمة. ومصر أيضا ستكون في وضع جيد.
وتتوقع "ديلوات" انخفاضا حاداً في تكاليف الإنتاج. وتوضح أن تكلفة تركيب الألواح الشمسية ستنخفض بنسبة 45% بين عامي 2020 و 2050، وتكلفة توربينات الرياح البرية بنسبة 18%، وسعر أجهزة التحليل الكهربائي بنسبة الثلثين.
وبحلول عام 2040، يمكن أن يكون الهيدروجين الأخضر أحد أكثر مصادر الطاقة تنافسيا في العالم.
وتقول تشيلي إنها تريد إنتاج أرخص هيدروجين أخضر في العالم، وهذا ما يضع البلدان التي لديها إمكانات عالية في كل من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في وضع مثالي، كما هو الحال في تشيلي.
وتكاليف الإنتاج ستكون في التشيلي هي الأرخص في العالم في عام 2050، وفقاً لديلوات، إذ ستنخفض الأسعار فيها إلى أقل من دولار واحد للكيلو. وستأتي بعد التشيلي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ثم المكسيك والصين وأستراليا وإندونيسيا .