انخفضت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، إلى نحو قاع أسبوعين، وطغت أنباء وإشارات زيادة المعروض من الخام على توقعات الأسعار التي تتجه إلى تسجيل أسبوع حاد من التراجعات، ما سيمثل الهبوط الثالث توالياً، مع تركيز المستثمرين على توقعات بزيادة الإمدادات من ليبيا والدول المصدرة للنفط في تحالف «أوبك+»، وأنباء عن تخلي السعودية عن المستهدف القديم لأسعار النفط.
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر 0.6 دولار بما يعادل 0.8% إلى مستوى 71.03 دولار للبرميل بحلول الساعة 4:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بحوالي 0.58 دولار في البرميل ما يعادل نحو 0.9% إلى مستوى 67.09 دولار للبرميل.
وحتى الآن تنخفض أسعار خام برنت بنحو 4.6% منذ بداية الأسبوع، بينما تنخفض أسعار الخام الأميركي الخفيف (نايمكس) بما يقرب من 7% في أقل من 5 جلسات.
أمس الخميس، تراجعت أسعار النفط أكثر من 3% بعد أنباء عن تخلي السعودية، أكبر مصدري الخام، عن هدفها لسعر الخام عند 100 دولار للبرميل استعدادا لزيادة إنتاجها إلى جانب أعضاء بتحالف «أوبك+» في ديسمبر.
باتت أنباء زيادة الإمدادات من ليبيا ومجموعة «أوبك+» من العوامل ذات التأثير الكبير الأكبر على تحركات الأسواق، وفي المقابل يحد من خسائر الأسواق الإعصار الأميركي هيلين، وتراجع الدولار، وخطة التحفيز الصينية.
وقّع وفدا الهيئتين التشريعيتين المتنافستين في شرق وغرب ليبيا أمس الخميس، اتفاقاً لتسوية أزمة قيادة المصرف المركزي ينص على تعيين محافظ مؤقت للبنك ونائب له.
وكان النزاع تسبب بانخفاض حاد في إنتاج النفط وصادراته في البلاد، وهوت صادرات الخام إلى 400 ألف برميل يومياً هذا الشهر من أكثر من مليون برميل في الشهر الماضي.
وقد يؤدي إتمام الاتفاق إلى انتظام الإمدادات الليبية وضخ أكثر من 500 ألف برميل يوميا من الإمدادات الليبية إلى الأسواق، وفقاً لبيانات رسمية.
من المتوقع إلغاء تخفيضات «أوبك+» تدريجياً، لتبدأ بخفض ما قيمته 180 ألف برميل يومياً في ديسمبر، بينما تبلغ إجمالي تخفيضات المجموعة حالياً بإجمالي 5.86 مليون برميل يومياً.
كان من المقرر أن تخفف أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وسبعة أعضاء آخرين في مجموعة منتجي «أوبك+» تخفيضات الإنتاج طويلة الأمد منذ بداية أكتوبر المقبل، إلا أنه ومع هبوط الأسعار تم إرجاء تلك الخطوة من جانب المجموعة المصدرة للنفط.
وزعم تقرير لصحيفة فايننشيال تايمز أن هذا الإلغاء يرجع إلى قرار السعودية التخلي عن هدف بلوغ سعر النفط 100 دولار للبرميل وعزمها زيادة الإنتاج.
تحملت السعودية غالبية تخفيضات أوبك+ الطوعية، حيث خفضت إنتاجها بمقدار 2 مليون برميل يوميا في العامين الماضيين، ما يمثل أكثر من ثلث التخفيضات من قبل الأعضاء.