شهد زوج اليورو مقابل الدولار الأميركي (EUR/USD) تراجعاً ملحوظاً خلال جلسة التداول الختامية ليوم الاثنين الـ13 من يناير، متأثراً بجملة من البيانات الاقتصادية الحاسمة التي صدرت خلال الأيام الماضية؛ ما أعاد تشكيل توقعات المستثمرين بشأن السياسات النقدية والأسواق العالمية.
في الولايات المتحدة، جاء تقرير التوظيف غير الزراعي لشهر ديسمبر يوم الجمعة الـ10 من يناير بأداء قوي، حيث سجل إضافة 256 ألف وظيفة مقارنة بـ 212 ألفاً في القراءة السابقة؛ ما يعكس مرونة سوق العمل الأميركية.
هذه البيانات الإيجابية عززت ثقة المستثمرين بالدولار، إلا أن معدل البطالة تراجع بشكل طفيف إلى 4.1% من 4.2%؛ ما يشير إلى استمرار تحسن الأوضاع الاقتصادية. ومع ذلك، أظهر متوسط الأجور في الساعة (شهرياً) ارتفاعاً بنسبة 0.3% فقط مقارنة بـ0.4% سابقا، وهو ما قد يثير تساؤلات حول استدامة الزخم التضخمي؛ ما يحد من تأثير البيانات الإيجابية على الدولار.
على الجانب الآخر من العالم، أعلنت الصين يوم الاثنين الـ13 من يناير عن بيانات الميزان التجاري لشهر ديسمبر، والذي سجل فائضاً كبيراً عند 104.84 مليار دولار، متجاوزاً التوقعات والقراءة السابقة البالغة 97.44 مليار دولار.
هذا التحسن يعكس قوة الصادرات الصينية في ظل تزايد الطلب العالمي؛ ما يعزز التفاؤل بشأن انتعاش ثاني أكبر اقتصاد عالمي، مع تأثير إيجابي على العملات المرتبطة بالتجارة مثل اليورو.
في أوروبا، جاءت البيانات الاقتصادية متفاوتة التأثير. إذ شهدت إيطاليا ارتفاع عائدات مزاد سندات BTP لمدة 3 سنوات إلى 2.85% مقارنة بـ2.35% سابقاً؛ ما يعكس زيادة في تكاليف الاقتراض الحكومية. وفي ألمانيا، انخفضت عائدات مزاد
سندات Bubill لمدة 12 شهراً إلى 2.402% من 2.667%، بينما سجلت فرنسا ارتفاعا طفيفاً في عائدات مزاد سندات BTF لمدة 12 شهرًا إلى 2.489% من 2.435%.
هذا التباين في عوائد السندات الأوروبية يسلط الضوء على ضبابية التوقعات الاقتصادية؛ ما أثر سلباً على اليورو مقابل الدولار.
مجمل هذه البيانات يعكس حالة من التوازن الدقيق بين تفاؤل الأسواق بشأن الاقتصاد الأميركي وقوة الدولار، مقابل تحديات أوروبا في الحفاظ على زخم اقتصادي كافٍ لدعم اليورو.
ومن المتوقع أن يواصل المستثمرون مراقبة أي إشارات جديدة بشأن التوجهات النقدية في كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو لتحديد مراكزهم في الأسواق.
يسلط هذا التحليل الضوء على رسوم الشموع اليابانية لزوج اليورو/دولار باستخدام مناطق العرض والطلب، ومناطق فيبوناتشي، والاتجاهات السعرية، ومؤشري القوة النسبية (RSI) ومتوسط الحركة الاتجاهية (ADX) والمتوسط المتحرك وبعض الأدوات.
استناداً إلى الرسم البياني، يُلاحظ في ما يخص زوج اليورو/دولار أن السعر يتحرك حاليا ضمن مسار هبوطي، حيث تشكّلت شمعة الابتلاع الهابط أكثر من مرة التي تظهر بوضوح في الرسم البياني. ومع استمرار الزخم السلبي، يُرجّح أن يواصل السعر تراجعه، خصوصاً في حال تمكنه من كسر مستوى الدعم السعري المحدد على الرسم. أما مؤشر القوة النسبية (RSI) فمستقر عند مستوى 42، ما يدل على وجود قوة نسبية سلبية.
إضافة إلى ذلك، يُظهر مؤشر متوسط الحركة الاتجاهية (ADX) قراءة متوسطة عند 36؛ ما يشير إلى وجود قوة متوسطة في الاتجاه الهابط حالياً.
يعتمد هذا التحليل الفني على إلقاء نظرة على الاتجاهات السعرية ومناطق العرض والطلب والمتوسطات المتحركة (Moving Averages) ومؤشر القوة النسبية (RSI). وقد وضعت رؤية مناسبة لهذا اليوم. أما احتمال تحقق هذه الرؤية بحسب التحليل، فيراوح بين 60% و70%.
أخيراً، يعتبر هذا التحليل الفني بمثابة أداة مساعدة فقط للمتداول في اتخاذ قراره الاستثماري، ولا يشكّل أي توصية بالبيع أو الشراء أو إجراء أي تعاملات مالية. ويُعتبر الحذر، وكذلك إدارة المخاطر، أمراً واجباً عند التداول.