الذهب اليوم.. هل يعود لتحطيم الأرقام القياسية قريباً؟

تقترب أسعار الذهب اليوم الجمعة، رغم حالة التقلب التي تشهدها خلال التعاملات المبكرة اليوم، من الوصول إلى الأرقام القياسية السابقة، وربما تحطيمها في القريب العاجل، إذ أوشك المعدن الأصفر على تحقيق الارتفاع الأسبوعي الثالث على التوالي.

يأتي ذلك، بعد أن أشارت بيانات أميركية على مدار هذا الأسبوع إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» ربما يواصل خفض أسعار الفائدة هذا العام، وقد يتجاوز ذلك التوقعات السابقة التي رجحت خفضين فقط.

حطمت أسعار الذهب في العام الماضي، أكثر من قمة قياسية، وارتفعت 27% نهاية العام، بينما بلغت الأسعار الفورية للذهب أعلى مستوى على الإطلاق عند 2790 دولاراً في 31 أكتوبر، ومستويات 2801 دولار للعقود الآجلة، بفضل توقعات خفض الفائدة ومشتريات البنوك المركزية العالمية.

الذهب اليوم

تأرجحت الأسعار الفورية للذهب اليوم، بين مستويات 2710 دولارات  و2717 دولاراً للأونصة، بينما تتراجع بصورة طفيفة بحلول الساعة 05:00 بتوقيت غرينتش، لتسجل في أحدث التداولات مستويات 2714.5 دولار للأونصة.

في المقابل، تراجعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر، تسليم شهر فبراير بحوالي 5.5 دولار أو ما يعادل 0.2% وصولاً إلى مستويات 2745 دولاراً للأونصة، بأقل من 56 دولاراً عن ذروته التاريخية.

ارتفعت أسعار الذهب عند نهاية تعاملات أمس بنحو 33 دولاراً، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي، إذا زادت العقود الآجلة بأكثر من 1.2% وصولاً إلى 2750.9 دولار للأونصة، بينما ارتفعت الأسعار الفورية بأكثر من 0.7%.

في الوقت ذاته، تتجه أسعار المعدن الأصفر إلى نهاية إيجابية لتعاملات الأسبوع، إذ ترتفع في 5 أيام بأكثر من 1%، في حين ارتفع المعدن النفيس بأكثر من 4% منذ بداية العام الحالي 2025.

ما يقود الأسواق؟

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في أكثر من شهر هذا الأسبوع، بعدما أثرت البيانات الاقتصادية الأميركية على عوائد سندات الخزانة، وأداء الدولار الذي بات أضعف لتفسح مجالاً لصعود الأصول المسعرة بالعملة الأميركية.

وسعت أسعار الذهب مكاسبها أول أمس، بعدما أظهرت بيانات ارتفاع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة 0.2% في ديسمبر بعد ارتفاعه بواقع 0.3% لأربعة أشهر متتالية، وهو ما أعطى أيضا آمالاً باتباع سياسة نقدية أكثر تيسيراً.

تعززت المكاسب أمس بعد تسجيل مبيعات التجزئة الأميركية نمواً بنحو 0.4% خلال ديسمبر الماضي، فيما كانت الأسواق ترجح نمو مبيعات التجزئة 0.6%، وسجلت القراءة السابقة نمواً بنحو 0.7% خلال نوفمبر الماضي.

وقالت وزارة العمل الأميركية أمس، إن طلبات إعانة البطالة لأول مرة ارتفعت إلى 217 ألف طلب بعد التعديل في ضوء العوامل الموسمية في الأسبوع المنتهي في 11 يناير، مقابل توقعات تقديم 210 آلاف طلب، في إشارة إلى تباطؤ سوق العمل.

موقف الفيدرالي

شهدت توقعات أسعار الفائدة تحولاً جذرياً، إذ قال توماس باركين رئيس مجلس الاحتياطي في ريتشموند ببيان أمس: «إن بيانات التضخم في الولايات المتحدة لشهر ديسمبر 2024 تشير إلى استمرار تراجع ضغوط الأسعار».

في الوقت ذاته، قال عضو الفيدرالي الأميركي كريستوفر والر في بيان، إن خفض أسعار الفائدة ثلاث أو أربع مرات هذا العام لا يزال ممكناً إذا استمرت البيانات الاقتصادية الأمريكية في التراجع.

وكان رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول قال في بداية الشهر، إن خفض تكاليف الاقتراض بمعدلات أكبر يعتمد في الوقت الحالي على التقدم في السيطرة على التضخم.

توقعات الفائدة

أظهرت أداة تتبع أسعار الفائدة فيد ووتش، أن التوقعات لا تزال شبه محسومة أن يبقي الفيدرالي على سعر الفائدة القياسي ثابتاً عند النطاق الحالي بين 4.25 و4.50% في اجتماع السياسة النقدية يومي 28 و29 يناير.

بالمقابل، ارتفعت توقعات الأسواق الآن بأن يقرر البنك الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة بمقدار 37 نقطة أساس بحلول نهاية العام، مقارنة بنحو 31 نقطة أساس قبل صدور بيانات التضخم.