الدولار اليوم.. لماذا يسيطر الحذر على المتداولين؟

غلبت التحركات الحذرة على تداولات سوق العملات اليوم الثلاثاء، ليرتفع سعر الدولار بوتيرة طفيفة، وسط تعاملات متقلبة في نطاق ضيق، قبل صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة غداً.

في الوقت ذاته تسود حالة من القلق وعدم اليقين على توقعات الأسواق بشأن قرارات الفائدة وحجم التخفيضات المتوقعة، وما يعقبها من تصريحات صانعي السياسات النقدية في البنوك المركزية الكبرى.

وتبدأ اجتماعات البنوك الكبرى في «المركزي الأوروبي» الأسبوع الجاري، يعقبه في الأسبوع المقبل مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي)، يليه بنكا إنجلترا واليابان في الأسبوع ذاته.

الأسعار

ارتفع مؤشر الدولار في التعاملات المبكرة اليوم، بأقل من 0.1% وصولاً إلى مستويات قرب 106.2 نقطة مقابل سلة من ست عملات رئيسة بحلول الساعة 5:30 صباحاً بتوقيت غرينتش.

في الوقت ذاته بدد الدولار مكاسبه كافة خلال شهر، إذ ارتفع بأقل من 0.1% خلال تعاملات ثلاثين يوماً، في حين تراجع بنسبة 0.3% خلال تعاملات أسبوع.

كما هبط العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات ثلاث نقاط إلى مستويات 4.189%، وتراجع عائد سندات أجل عام واحد إلى مستويات 4.182%.

العملات 

ارتفع اليورو بصورة طفيفة مقابل الدولار الأميركي ليبتعد خطوة جديدة عن أدنى مستوى في عامين وسط ترقب لقرار البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس المقبل بشأن أسعار الفائدة.

بينما ارتفع الدولار مقابل نظيره الين الياباني بنسبة 0.2% وصولاً لمستويات 151 يناً للدولار، بعدما فقد الين بعضاً من زخمه إثر بيانات نمو سلبية أثارت القلق بشأن تراجع بنك اليابان عن رفع أسعار الفائدة نهاية الأسبوع المقبل.

وارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأميركي بصورة طفيفة وصولاً إلى مستويات 1.2755 دولار، في الوقت الذي تترقب فيه السوق اجتماع البنك الأسبوع المقبل وسط توقعات بخفض الفائدة 25 نقطة.

في المقابل تراجع الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأميركي، بنحو 0.9% وصولاً إلى مستويات 0.6396 دولار بعد قرار «المركزي الأسترالي» صباح اليوم والإبقاء على الفائدة، إلا أنه أبدى ميولاً تيسيرية للمرة الأولى منذ عام.

السوق 

يأتي الحذر في سوق الصرف مع ترقب المستثمرين بيانات التضخم الأميركية غداً، بعدما أظهرت البيانات ارتفاعاً قوياً بنمو الوظائف في الولايات المتحدة خلال نوفمبر.

إذا جاءت بيانات التضخم إيجابية من وجهة نظر «الفيدرالي»، وتراجع التضخم فقد يدفع هذا صانعي السياسة النقدية إلى خفض أسعار الفائدة ربما بوتيرة أسرع، وقد يؤدي هذا إلى اتساع خسائر الدولار مقابل العملات الأخرى.

وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، انخفضت توقعات الأسواق الآن إلى احتمالات بنسبة 70.1% لخفض الفائدة 25 نقطة أساس هذا الشهر في اجتماع «الفيدرالي» يومي 17 و18 ديسمبر، مقابل 74% قبل بيانات الوظائف في نهاية الأسبوع الماضي.

وقال رئيس الاحتياطي «الفيدرالي» جيروم باول، الأسبوع الماضي: «الاقتصاد الأميركي كان أقوى مما بدا عليه في سبتمبر، عندما بدأ البنك (المركزي) خفض أسعار الفائدة، ما يسمح لواضعي السياسات بأن يكونوا أكثر حذراً في خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر».