اقترب الجنيه الإسترليني اليوم الاثنين، من إنهاء سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام، مدعوماً بتراجع الدولار الحاد، بعد اختيار مدير الصناديق سكوت بيسنت لتولي منصب وزير الخزانة الأميركي، مما عزز أداء معظم العملات الرئيسة.
وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% ليصل إلى 1.2579 دولار، بعد أن كان قد تراجع يوم الجمعة إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر عند 1.2475 دولار، نتيجة بيانات مخيبة للآمال بشأن إنتاج الشركات البريطانية ومبيعات التجزئة، مما أثار توقعات باتخاذ بنك إنجلترا إجراءات أكثر حدة لخفض أسعار الفائدة.
وقالت كلير لومبارديلي، نائب محافظ بنك إنجلترا، يوم الاثنين، إنها قلقة أكثر من خطر ارتفاع التضخم عما هو متوقع، وليس انخفاضه، مما يدعم وجهة نظرها حول الحاجة إلى تخفيض تدريجي لأسعار الفائدة.
ومن المتوقع أن يكون بنك إنجلترا أقل ميلًا للتيسير مقارنة بالبنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي في ظل التضخم المستمر.
وخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة مرتين منذ أغسطس، لتصل إلى 4.75%، وهو مستوى أقل مقارنة بالبنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي.
ويتوقع السوق خفضاً إضافياً بمقدار 70 نقطة أساس لأسعار الفائدة من بنك إنجلترا بحلول نهاية عام 2025، مقابل حوالي 150 نقطة أساس للبنك المركزي الأوروبي و70 نقطة أساس للاحتياطي الفيدرالي.
وتراجع مؤشر الدولار من ذروته التي استمرت عامين ليصل إلى 106.94 يوم الاثنين، متماسكاً بعد ارتفاع كبير أعقب تعيين بيسنت في أعلى منصب اقتصادي في الولايات المتحدة.
وأثارت هذه الأنباء رهانات على أن تعيينه قد يقلل من خطر الرسوم الجمركية المرتفعة ويساعد في السيطرة على العجز، مما أدى إلى الضغط على العوائد وتقليل جاذبية الدولار المرتبطة بأسعار الفائدة.
وتراجع الجنيه إلى 83.37 بنس مقابل اليورو، بعد أن سجل أعلى مستوى له في أسبوعين عند 82.70 يوم الجمعة، حيث تفوق على العملة الموحدة لمنطقة اليورو خلال هذا الشهر.
وأشار إستراتيجيون في «غولدمان ساكس» إلى أن ضعف الجنيه الإسترليني كان مرتبطاً بأداء اليورو منذ الانتخابات الأميركية، إذ هيمنت قوة الدولار على البيانات والاختلافات السياسية التي كانت محور الاهتمام قبل الانتخابات.
وأضافوا: «لا نزال نرى فرصة لتحقيق مكاسب للجنيه الإسترليني مقابل اليورو والعملات المرتبطة به مثل الكرونا السويدية، حيث يتوقع أن يظهر الجنيه أداءً مميزاً مدفوعاً بتباين في التوقعات المحلية، بما في ذلك تفوق النمو وتأثير غير متماثل للرسوم الجمركية الأميركية».
ومع غياب بيانات بريطانية رئيسية هذا الأسبوع، ستتجه الأنظار إلى بيانات التضخم في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، بالإضافة إلى تصريحات مسؤولي بنك إنجلترا.