تراجع الدولار الكندي والبيزو المكسيكي إلى أدنى مستوياتهما في شهر اليوم الثلاثاء، مع تحول المخاوف من حرب تجارية إلى واقع، بعدما نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية على كل من كندا والمكسيك والصين.
دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، والبالغة 25% على السلع الآتية من المكسيك وكندا، حيز التنفيذ، إلى جانب مضاعفة الرسوم على السلع الصينية إلى 20%، اعتباراً من الساعة 05:01 بتوقيت غرينتش.
بعد دقائق قليلة، أعلنت الصين أنها ستفرض رسوماً جمركية إضافية تتراوح بين 10% و15% على بعض الواردات الأميركية بدءاً من 10 مارس الجاري.
وتراجع الدولار الكندي إلى 1.4508 دولار أميركي خلال التعاملات الآسيوية، بعدما سجل أدنى مستوى في شهر عند 1.45415 دولار أمس الاثنين. في المقابل، هبط البيزو المكسيكي بأكثر من 0.5% ليصل إلى 20.821 بيزو مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له منذ 3 فبراير.
يرى رجال الأعمال والاقتصاديون أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على كندا والمكسيك، والتي تشمل أكثر من 900 مليار دولار من الواردات السنوية للولايات المتحدة، تمثل انتكاسة كبيرة لاقتصاد أميركا الشمالية شديد الترابط.
وأدت هذه الإجراءات إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية، حيث بلغ العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات 4.115% خلال الجلسة الآسيوية، وهو أدنى مستوى منذ 22 أكتوبر.
أعلنت الحكومة الكندية أن الرسوم الجمركية الانتقامية على الولايات المتحدة ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الساعة 05:01 بتوقيت غرينتش اليوم الثلاثاء.
أما الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، فمن المتوقع أن تعلن عن رد بلادها خلال مؤتمر صحفي صباح الثلاثاء في مكسيكو سيتي، وفقاً لوزارة الاقتصاد المكسيكية.
قال ترامب أمس الاثنين إنه أبلغ قادة اليابان والصين بأنهم لا يمكنهم الاستمرار في خفض قيمة عملاتهم، معتبراً أن ذلك يضر بالولايات المتحدة.
وأدت تصريحات ترامب بشأن ضعف الين، إلى جانب الغموض المحيط بتأثير تهديداته الجمركية على النمو العالمي، إلى تعقيد قرار بنك اليابان بشأن توقيت رفع أسعار الفائدة.
كما سجل الين ارتفاعاً إلى 149 يناً مقابل الدولار اليوم الثلاثاء، مقترباً من أعلى مستوى له في أربعة أشهر، والذي بلغه الأسبوع الماضي.
أما اليوان الصيني، فقد حافظ على استقراره أمام الدولار، بدعم من استمرار البنك المركزي الصيني في تحديد سعر صرف رسمي أقوى مما توقعته الأسواق.
كارول كونغ، خبيرة استراتيجيات العملات في «كومنولث بنك أوف أستراليا» قالت: «تصريحات ترامب حول ضعف الين واليوان، رغم عدم دقتها، قد تدفع السلطات الصينية إلى خفض قيمة العملة لتجنب فرض رسوم جمركية أعلى».
وأضافت أن بكين قد تستخدم تحركاً مفاجئاً في سعر اليوان كأداة تفاوضية مع واشنطن.
منذ منتصف نوفمبر، دأب البنك المركزي الصيني على تحديد سعر صرف اليوان عند مستويات أقوى من توقعات السوق، في إشارة إلى قلقه من تراجع العملة.
انخفض اليورو قليلاً إلى 1.04795 دولار، بعدما سجل مكاسب قوية في الجلسة السابقة، وسط ترقب الأسواق لتطورات جهود السلام في أوكرانيا.
لم يتأثر اليورو كثيراً بعد تأكيد مسؤول في البيت الأبيض تعليق المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، وذلك بعد أيام من مشادة كلامية بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي، ما أثار قلق المستثمرين.
كما تترقب الأسواق اجتماع البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس، حيث يتوقع المتداولون خفضاً جديداً بمقدار 25 نقطة أساس في أسعار الفائدة. وقد خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة خمس مرات منذ يونيو الماضي لمواجهة تباطؤ التضخم.
وأظهرت بيانات الاثنين أن معدل التضخم في منطقة اليورو تراجع بأقل من المتوقع في الشهر الماضي، لكن المقياس الأساسي له انخفض أيضاً، ما عزز التوقعات بمزيد من التيسير النقدي.
أما على صعيد العملات الأخرى، فتراجع الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر بنسبة 0.19% إلى 0.6213 دولار أميركي في حين فقد الدولار النيوزيلندي 0.12% ليصل إلى 0.5610 دولار أميركي.
كما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.12% إلى 1.2686 دولار، في حين سجل الين مزيداً من القوة عند 149 يناً للدولار، ليقترب من أعلى مستوى له في أربعة أشهر.