يستعد اليورو اليوم الجمعة لتحقيق أفضل أسبوع له في 16 عاماً مقابل الدولار، حيث استمر تأثير الإصلاحات الضريبية في ألمانيا على جذب المشترين، في حين وصل الدولار إلى أدنى مستوياته منذ أربعة أشهر، قبل صدور بيانات الوظائف الأميركية في وقت لاحق من اليوم.
وشهدت الأسواق تقلبات كبيرة هذا الأسبوع في سوق العملات، بسبب الشكوك المتعلقة بالتجارة والنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار الطاقة. وفي أوروبا، تخلت أكبر اقتصاد في المنطقة عن القيود المالية بهدف تحفيز الإنفاق وتعزيز النمو الاقتصادي.
وقال كينيث بروكس، رئيس أبحاث العملات وأسعار الفائدة في «سوسيتيه جنرال»: «تعد هذه الأسبوع نقطة تحول... لأننا مررنا بعدة سنوات من الاستثنائية في النمو وقوة الدولار»، وفق وكالة «رويترز».
وبعد سلسلة من البيانات الاقتصادية المختلطة من الولايات المتحدة منذ بداية الأسبوع، سيتوجه الاهتمام اليوم الجمعة نحو بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية، حيث سيقوم المشاركون في الأسواق بتقييم صحة الاقتصاد الأميركي وتداعيات ذلك على التضخم وأسعار الفائدة.
ويبدو أن مؤشر الدولار في طريقه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ الرابع من نوفمبر 2024، تاريخ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية. بينما من المتوقع أن يشهد اليورو أكبر زيادة أسبوعية له منذ مارس 2009.
وأضاف بروكس: «نحن في موقف يشهد فيه المستثمرون شراء اليورو مقابل الدولار في الفترات المنخفضة، وأعتقد أن بيانات الوظائف اليوم لن تزيد إلا في تسريع هذا الاتجاه الصاعد».
وقد بلغ اليورو أعلى مستوياته في أربعة أشهر خلال الجلسة السابقة، مدعوماً بتخفيضات أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي، بالإضافة إلى ارتفاع عوائد السندات الأوروبية نتيجة لمقترحات الإنفاق الكبيرة من ألمانيا.
ولم تقدم التعليقات الأخيرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص تأجيل الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا أي دعم للأسواق المتقلبة. وقد خسر الدولار أمام الدولار الكندي والبيزو المكسيكي بعد هذه الإعلان.
وستنتهي الإعفاءات في الثاني من أبريل، حيث أعلن ترامب أنه سيعيد فرض الرسوم الجمركية على جميع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
وقال كيران ويليامز، رئيس قسم العملات في «إنتوش كابيتال ماركتس»: «لقد أصبح الدولار في موقف صعب في ظل هذه حالة من عدم اليقين، حيث إن تأثير الرسوم الجمركية التضخمي لم يعد كافيًا لدعمه».
وتشير التوقعات إلى أن الولايات المتحدة قد أضافت 160,000 وظيفة في فبراير، مقارنة بـ143,000 في يناير، مع بقاء معدل البطالة مستقرًا عند 4.0%، وفقًا لتوقعات الاقتصاديين الذين استطلعتهم وكالة «رويترز».
من المتوقع أن يعلق رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على تقرير الوظائف في وقت لاحق اليوم، مما قد يساعد في توضيح التوقعات الاقتصادية. وتتوقع الأسواق حاليًا ثلاث تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال باقي العام.
في وقت لاحق، سجل الين الياباني، باعتباره ملاذًا آمنًا، أعلى مستوى له مقابل الدولار منذ بداية أكتوبر، بينما وصل الفرنك السويسري إلى أعلى مستوى له منذ ثلاثة أشهر عند 0.8838 دولار.
وفي اليابان، صرح وزير الاقتصاد، ريوسي أكازاوا، بأن البلاد قد اجتازت النقطة الفاصلة التي تسمح للحكومة بالإعلان عن نهاية الانكماش طويل الأجل في الأسعار.
أما في آسيا، فقد استقر اليوان الصيني في السوق الخارجي عند 7.2302 مقابل الدولار. وأظهرت البيانات الرسمية الصادرة الجمعة أن صادرات الصين قد تباطأت في الفترة بين يناير وفبراير، بينما انخفضت الواردات بشكل غير متوقع في نفس الفترة، في وقت تتصاعد فيه التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. أما الدولار الأسترالي، الذي يعتبر حساسًا للمخاطر، فقد انخفض بنسبة 0.2% ليصل إلى 0.6320 دولار.