حافظ اليورو على أعلى مستوى له في أربعة أشهر مقابل الدولار الأميركي اليوم الخميس، وسط تفاؤل بشأن خطة ألمانيا لإنشاء صندوق ضخم للبنية التحتية ومراجعة الديون، وذلك قبيل إعلان السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي في وقت لاحق من اليوم.
وسجل اليورو 1.0822 دولار اليوم الخميس، للمرة الأولى منذ 7 نوفمبر، دون تغييرات كبيرة خلال الجلسة.
وارتفعت العملة الأوروبية بنسبة 4.1% منذ بداية الأسبوع، متجهة نحو تحقيق أكبر مكاسب أسبوعية لها منذ مارس 2009.
ويُتوقع على نطاق واسع أن يعلن البنك المركزي الأوروبي عن خفض في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية. ومع ذلك، سيتجه التركيز إلى مدى وتيرة التيسير النقدي مستقبلاً، بالإضافة إلى تعليقات رئيسة البنك المركزي الأوروبي، «كريستين لاغارد»، بشأن الارتفاع الحاد في عوائد الديون السيادية.
وقال نيك ريس، رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية الكلية في «مونيكس يوروب»: «ارتفعت العوائد الألمانية، وكذلك العوائد الفرنسية والإيطالية، لكن فرنسا وإيطاليا تواجهان مشكلات تتعلق بالاستدامة المالية»، وفق وكالة رويترز.
وأضاف أنه في مرحلة ما، ستعود مخاوف تجزئة منطقة اليورو إلى الواجهة، ما قد يحدّ من صعود اليورو مقابل الدولار. وسيكون من المهم معرفة ما ستقوله لاغارد بشأن استعداد البنك المركزي الأوروبي للتدخل إذا تفاقمت المخاطر.
تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر مقابل سلة من العملات الرئيسة، بعد أن منحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهلة إضافية لمدة شهر قبل فرض رسوم جمركية على واردات السيارات من كندا والمكسيك، ما يعكس مدى التقلب في المشهد التجاري العالمي.
وتراجع الدولار الأميركي إلى 1.4341 دولار كندي، فيما ارتفع بنسبة 0.2% إلى 20.46 بيزو مكسيكي.
أما الجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي، وهما من العملات الحساسة للمخاطر، فقد استفادا من هذه المستجدات، حيث ظل الجنيه الإسترليني عند أعلى مستوى له في أربعة أشهر.
وقال كايل رودا، كبير محللي الأسواق المالية في «كابيتال.كوم» إنه لا تزال السياسة التجارية الأميركية أكبر مصدر لعدم اليقين في الأسواق، لكن الإعفاء الجمركي على السيارات عزّز الآمال في أن البيت الأبيض سيتصرف بعقلانية، وأن العلاقات التجارية، حتى وإن لم تتحسن، فلن تتدهور أكثر.
وتراجع مؤشر الدولار إلى 104.09 نقطة للمرة الأولى منذ 6 نوفمبر، منخفضاً بنسبة 0.1%.
وأشار محللو «دي بي إس» في مذكرة للعملاء إلى أن التفوق الاقتصادي الأميركي بدأ يفقد زخمه في سوق الفائدة.
وأضافوا: «نعتقد أن التباين بين المواقف المالية للولايات المتحدة - حيث يُنظر إلى سياستها على أنها تقشفية - ومنطقة اليورو - التي تنتهج نهجاً إنفاقياً - سيكون له تأثير على المدى المتوسط».
في الوقت نفسه، أشار المحللون إلى أن احتمال عمليات جني أرباح بعد ثلاثة أيام من البيع المكثف للدولار لا يمكن استبعاده.
تراجع الدولار بنسبة 0.7% إلى 147.86 ين، في حين قال أكبر اتحاد نقابي في اليابان، «رينغو»، إن أعضاءه يطالبون بزيادة متوسط الأجور بنسبة 6.09% هذا العام.
وارتفع الدولار الأميركي بنسبة 0.1% إلى 7.2459 يوان في السوق الرسمية، وذلك بعد انخفاضه بنسبة 0.7% خلال الجلستين السابقتين.
وفي الصين، بدأت «الجمعية الشعبية الوطنية» اجتماعها السنوي يوم الأربعاء، حيث أشارت بكين إلى تكثيف الجهود لتحفيز الاستهلاك، في ظل تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
من جهتها، ارتفعت الكرونة السويدية مقابل الدولار واليورو، بعد أن شهد معدل التضخم في السويد قفزة مفاجئة، ما أدى إلى استبعاد احتمالات خفض أسعار الفائدة في المدى القريب.
وسجلت الكرونة أعلى مستوى لها منذ ديسمبر 2022 عند 10.936 كرونة لكل يورو.