ترامب يهاجم «الفيدرالي».. من ينقذ الدولار الأميركي؟

شهدت أسواق العملات الرئيسة موجات بيعية واسعة للعملة الأميركية خلال الأسبوع الماضي، مع اشتعال المخاوف بشأن تفاقم تداعيات الحرب التجارية التي نزع الرئيس الأميركي دونالد ترامب فتيلها الأربعاء الماضي بفرض رسوم حمائية على الصين وأغلب دول العالم، في حين تُلقي دعوات ترامب لخفض الفائدة بالمزيد من الضغط على العملة الأميركية.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الاثنين، إنه يتعين على مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) خفض أسعار الفائدة، وكتب ترامب على منصة تروث سوشيال للتواصل الاجتماعي «على مجلس الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بطيء الحركة أن يخفض الفائدة».

خسائر تتفاقم

انخفض مؤشر الدولار الأميركي اليوم الاثنين مقابل سلة من العملات الرئيسة، 0.2% بعد انخفاض بنسبة 1.4% الأسبوع الماضي، وجاء أداء الدولار اليوم، مع تفاقم حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية والمخاوف بشأن نمو الاقتصاد الأميركي. 

زاد الضغط على الدولار توقعات الأسواق بمزيد من التخفيضات لأسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)؛ ما غذى موجة بيع الدولار والإقبال على عملات الملاذ الآمن الأخرى.

ومحت إعلانات ترامب عن الرسوم الجمركية ما يقرب من 6 تريليونات دولار من الأسواق الأميركية في نهاية الأسبوع بعدما تعرضت المؤشرات الأميركية جميعها إلى خسائر حادة وموجات بيعية واسعة.

العملات الرئيسة

◄قفز الفرنك السويسري بأكثر 1% إلى 0.85095 مقابل الدولار، بعد أن ارتفع أيضاً بنسبة 2.3% مقابل الدولار الأسبوع الماضي.
◄ارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.26% وصولاً إلى مستويات إلى 1.0994 دولار.
◄تراجع الدولار 1.3% مقابل الين ليسجل 144.95 في تعاملات مبكرة متقلبة اليوم الاثنين، ليظل قريباً من أدنى مستوى له في ستة أشهر، مواصلاً انخفاضه الذي بلغ نحو 2% مقابل العملة اليابانية الأسبوع الماضي.
◄انخفض الدولار الأسترالي في أحدث تعاملات اليوم الاثنين بنسبة 0.73% إلى 0.6001 دولار، بعد أن هبط إلى أدنى مستوى له في خمس سنوات في وقت سابق من الجلسة.
◄تراجع الدولار النيوزيلندي مقابل نظيره الأميركي 0.75% وصولاً إلى مستويات 0.5554 دولار.
◄انخفض الجنيه الإسترليني أمام العملة الأميركية بنسبة 0.13% وصولاً إلى مستويات 1.2889 دولار.
◄استقر سعر صرف اليوان مقابل الدولار في الخارج عند 7.2861 للدولار، بينما قرر بنك الصين الشعبي تحديد سعر صرف الدولار مقابل اليوان عند المستوى 7.1980 يوان لكل دولار

موقف الفيدرالي

في خطاب ألقاه خلال المؤتمر السنوي لجمعية تطوير تحرير وكتابة الأعمال في أرلينغتون، شدد محافظ "الفيدرالي" جيروم باول على أهمية سياسة النقد الفعالة التي تراعي التحديات الاقتصادية الراهنة. 

أشار باول إلى أن السياسة النقدية تصبح أكثر تأثيراً عندما يفهم الجمهور الأسباب التي تقف وراء القرارات التي يتخذها المجلس، وأكّد أن "الفيدرالي" الأميركي يواصل التركيز على تحقيق أهدافه في تحقيق أقصى قدر من التوظيف وضبط الأسعار. 

أشار باول إلى أن التغيرات السياسية الكبرى في مجالات التجارة والهجرة والسياسة المالية ستؤثر في الاقتصاد في الفترة المقبلة، وهو ما يزيد الغموض المحيط بالتوقعات الاقتصادية.

وأضاف باول أن التقييم الكامل للآثار الاقتصادية المحتملة لهذه التغيرات سيحتاج إلى مزيد من الوقت والوضوح، لكن من المرجح أن ترفع الرسوم الجمركية التضخم، وتؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في الأشهر القادمة.

وأكد باول أن "الفيدرالي" في وضع جيد يسمح له بانتظار المزيد من الوضوح حول هذه التطورات قبل اتخاذ أي قرارات تتعلق بالسياسة النقدية، مؤكداً ضرورة عدم التسرع في اتخاذ خطوات قد تؤثر سلباً في الاقتصاد.

توقعات الفائدة

يتوقع المتداولون الآن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، بينما تقدر الأسواق احتمالية بنسبة 55% لخفض أسعار الفائدة في مايو، وأكثر من 100 نقطة أساس من التيسير بحلول نهاية العام. 

في الأسبوع الماضي توقع المستثمرون ثبات أسعار الفائدة، ومع ذلك، حذر رئيس بنك الاحتياطي "الفيدرالي" باول من أنه من السابق لأوانه تحديد الاستجابة السياسية المناسبة.