ارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من عامين ونصف العام مقابل اليورو، مع توقعات المستثمرين بأن يقوم «البنك المركزي الأوروبي» بتخفيض أسعار الفائدة وتقديم توجيهات تحفيزية يوم الخميس، بينما سيواصل «البنك المركزي الإنجليزي» سياسته الحالية الأسبوع المقبل.
وكان قد ذكر محافظ «البنك المركزي الإنجليزي»، أندرو بيلي، أن البنك البريطاني قد تضمن في توقعاته الاقتصادية الأخيرة لعام 2025 أربعة تخفيضات في أسعار الفائدة.
من جانب آخر، يتوقع السوق أن يقوم «البنك المركزي الأوروبي» بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الخميس، مع احتمال أن يشهد العام المقبل تخفيضات تزيد على 100 نقطة أساس بحلول يوليو 2025.
كما يتوقع المحللون أن تؤثر الرسوم الجمركية الأميركية سلباً في اقتصاد منطقة اليورو وعملتها الموحدة. ومع ذلك، لا يزال التأثير في المملكة المتحدة غير واضح، كما صرحت ميغان غرين، مسؤولة السياسات في «البنك المركزي الإنجليزي».
وتحظى ميزانية رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر باهتمام كبير، حيث أظهرت دراسة أجراها البنك المركزي الأسبوع الماضي أن أكثر من نصف أصحاب العمل في المملكة المتحدة يتوقعون زيادة الأسعار وتقليص الوظائف استجابة لأول ميزانية للحكومة الجديدة، التي تتضمن زيادة في مساهمات الضمان الاجتماعي.
وأكد ستارمر أنه يطمح إلى جعل بريطانيا الاقتصاد الأسرع نمواً بين دول مجموعة السبع، وقد ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.15% مقابل اليورو ليصل إلى 82.62 بنسا لكل يورو، بعد أن بلغ 82.58 في 11 نوفمبر، وهو أعلى مستوى له منذ منتصف أبريل 2022.
وقالت جين فولي، كبيرة إستراتيجيي العملات في «رابوبنك»: «يطرح هذا السؤال حول ما إذا كان الجنيه الإسترليني قد يعود إلى مستويات ما قبل استفتاء بريكست مقابل اليورو في المستقبل القريب، مشيرة إلى أن نطاق تداول زوج اليورو/ جنيه إسترليني كان في الأساس أقل من 0.80 قبل استفتاء بريكست في يونيو 2016».
وأضافت: «نتوقع أن يتعرض اليورو لضغوط العام المقبل، ما سيسمح لزوج اليورو/ الجنيه الإسترليني بالاستمرار في اتجاهه الهبوطي البطيء، وهذا يعني أن مستويات ما قبل بريكست قد تكون في متناول اليد».
من جانب آخر، قد تؤدي حالة عدم اليقين السياسي في فرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى تخفيف السياسة النقدية من قبل «البنك المركزي الأوروبي»، إلى إضعاف العملة الموحدة في عام 2025.
وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.05% مقابل الدولار الأميركي ليصل إلى 1.2741 دولار، واستقر الدولار قبيل صدور بيانات التضخم يوم الأربعاء، فيما لا يزال المحللون يقيمون ما إذا كانت سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستدفع «الاحتياطي الفيدرالي» إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا بعد خفض متوقع في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل.