العجز يقفز 64% إلى 624 مليار دولار منذ بداية العام
سجلت الولايات المتحدة زيادة كبيرة في عجز ميزانيتها لشهر نوفمبر 2024، حسبما أفادت وزارة الخزانة، لتحقق عجزاً قياسياً، بلغ 366.8 مليار دولار، مرتفعاً 17% مقارنة بشهر نوفمبر 2023؛ ما دفع الدين الوطني في البلاد إلى اختراق حاجز 36 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ.
دفع هذا الارتفاع الكبير في العجز، أول شهرين من السنة المالية 2025 (أكتوبر ونوفمبر) إلى تسجيل عجز يزيد 64% عن الفترة المقابلة من العام السابق دون إجراء تعديلات.
على الرغم من تحصيل الخزانة لإيرادات إضافية بنحو 27 مليار دولار، بإجمالي 301.8 مليار دولار في شهر نوفمبر، فقد اتسع العجز بسبب زيادة كبيرة في الإنفاق الحكومي.
وبلغت النفقات خلال شهر نوفمبر، حوالي 668.5 مليار دولار، وهو ما يزيد بنحو 80 مليار دولار عن النفقات المسجلة في نوفمبر من العام السابق.
وقد ساهم هذا العجز المتزايد في ارتفاع الدين الوطني إلى مستوى مرتفع جديد بلغ 36.1 تريليون دولار مع نهاية شهر نوفمبر، علما بأن السنة المالية للحكومة تبدأ في الأول من شهر أكتوبر.
قالت وزارة الخزانة: دون تسريع مدفوعات شهر ديسمبر لبرامج الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي إلى شهر نوفمبر، فإن العجز في الشهر الماضي كان ليكون حوالي 29 مليار دولار، أو 9% أقل من العام الماضي.
كما سجلت الإيرادات والنفقات أعلى مستوياتها القياسية في شهر نوفمبر، حيث ارتفعت الإيرادات 10%، وارتفعت النفقات 14%.
سجل العجز في أول شهرين من السنة المالية 2025 أعلى مستوى قياسي لتلك الفترة أعلى من العجز في عصر كوفيد-19 - حيث بلغ 624 مليار دولار، بزيادة 244 مليار دولار، أو 64% عن الفترة نفسها من العام السابق.
ظلت تكلفة الفائدة التي تتحملها الخزانة على الدين العام خلال أول شهرين من السنة المالية ثابتة عند 169 مليار دولار، على الرغم من زيادة قدرها 7 مليارات دولار في شهر نوفمبر.
انخفضت الإيرادات خلال أول شهرين من العام المالي الحالي، 7% مقارنة بالعام السابق إلى 629 مليار دولار، في حين ارتفعت النفقات حتى الآن 18% إلى 1.253 تريليون دولار.
شملت النفقات خلال الشهرين الأولين من السنة المالية زيادة قدرها 4 مليارات دولار، أو 30%، في إنفاق وزارة الأمن الداخلي إلى 19 مليار دولار؛ وهو ما يعكس إلى حد كبير إنفاق وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية المتعلق بالأعاصير الأخيرة.
قالت وزيرة الخزانة الأميركية جاني يلين، أول أمس، خلال حدث اقتصادي في نيويورك «إنها لا تزال تشعر بالقلق بشأن الاستدامة المالية للبلاد، نظراً للارتفاع الحاد في الديون السيادية الأميركية».
أضافت وزير الخزانة :«"أنا آسفة لأننا لم نحقق المزيد من التقدم، وأعتقد أن العجز في حاجة إلى التخفيض، وخاصة الآن بعد أن أصبحنا في بيئة تتسم بارتفاع أسعار الفائدة».
وفي إشارة إلى هذه المخاوف، قالت شركة السندات العملاقة «بيمكو» في مذكرة بحسب نشرتها فايننشيال تايمز «إنها أصبحت أكثر تردداً في شراء ديون الحكومة الأميركية طويلة الأجل نظراً للأسئلة المتعلقة بالاستدامة واحتمال ارتفاع التضخم في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب».