تراجعت الأسهم الأميركية يوم الاثنين، متخلية عن بعض المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي بعد صدور بيانات قوية حول التوظيف، حيث تحول التركيز الآن إلى مزيد من الإشارات حول أسعار الفائدة وأرباح الشركات في الأيام المقبلة.
بحلول منتصف الجلسة، انخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 170 نقطة أو بنسبة 0.4%، وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 20 نقطة أو بنسبة 0.4%، كما انخفض مؤشر «ناسداك المركب» بمقدار 77 نقطة أو بنسبة 0.4%.
كانت «وول ستريت» شهدت ارتفاعاً كبيراً يوم الجمعة بعد صدور بيانات أقوى من المتوقع حول الوظائف غير الزراعية، ما هدأ المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأميركي، ولكنه في الوقت ذاته قلل من التوقعات بحدوث تخفيضات كبيرة لأسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.
قام استراتيجيون في «غولدمان ساكس» بخفض احتمالية حدوث ركود اقتصادي خلال الـ12 شهراً المقبلة بنسبة 5 نقاط مئوية لتصل إلى 15%، وذلك بعد صدور تقرير التوظيف لشهر سبتمبر.
وأشار الاستراتيجيون في مذكرة لهم إلى أن الزيادة القوية في وظائف سبتمبر والمراجعات التصاعدية قد هدأت في الوقت الحالي المخاوف من أن الطلب على العمالة قد يكون ضعيفًا للغاية لمنع استمرار ارتفاع معدل البطالة.
ينصب التركيز هذا الأسبوع على مزيد من الإشارات من الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، حيث من المقرر أن يتحدث عدد من مسؤولي البنك في الأيام المقبلة، من بينهم أعضاء لجنة تحديد الفائدة ميشيل بومان ونييل كاشكاري، الذين سيتحدثون في وقت لاحق اليوم الاثنين، إلى جانب رافائيل بوستيك.
تأتي تصريحاتهم قبل صدور محضر اجتماع الفيدرالي لشهر سبتمبر، المقرر صدوره يوم الأربعاء. وكان الفيدرالي قد خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال الاجتماع، معلناً بدء دورة تخفيضات الفائدة.
كما ستصدر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر سبتمبر في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تؤثر هذه البيانات على التوقعات المتعلقة بمسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
من المقرر أن يبدأ موسم أرباح الربع الثالث هذا الأسبوع، حيث ستعلن البنوك الكبرى مثل «جي بي مورغان تشيس»، «ويلز فارجو»، و«بنك نيويورك ميلون» عن نتائجها الفصلية يوم الجمعة.
ستراقب الأسواق لمعرفة ما إذا كانت أرباح الشركات قد تمكنت من الصمود أمام الضغوط الناجمة عن أسعار الفائدة المرتفعة والتضخم المستمر. إذ يأمل المستثمرون المتفائلون أن تبرر النتائج التقييمات المرتفعة المتزايدة في سوق الأسهم، حيث ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 20% منذ بداية العام، ويتداول بالقرب من مستويات قياسية رغم التقلبات الأخيرة الناتجة عن تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
واصلت أسعار النفط ارتفاعها اليوم الاثنين، مضيفة إلى المكاسب الكبيرة التي حققتها الأسبوع الماضي، مع استمرار مراقبة المتداولين للتوترات الجارية في الشرق الأوسط.
بحلول منتصف الجلسة الأميركية، ارتفع خام «برنت» بنسبة 1.4% ليصل إلى 79.17 دولاراً للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي «غرب تكساس الوسيط» بنسبة 1.6% لتصل إلى 75.57 دولارًا للبرميل.
كانت أسعار النفط قد سجلت الأسبوع الماضي أكبر مكاسب أسبوعية لها في أكثر من عام، وسط تهديد متزايد باندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق في الشرق الأوسط، حيث تعهدت إسرائيل بضرب إيران بعد إطلاق الأخيرة مجموعة من الصواريخ على البلاد ردًا على اغتيال زعيم «حزب الله» المدعوم من طهران.