مستويات قياسية من الصعود للأسهم الأميركية تنذر باقتراب التصحيح المؤلم

يثير أداء مؤشرات الأسهم الأميركية في وول ستريت قلق ورضا المستثمرين في آن واحد .إذ تحقق من أسبوع لأخر مستويات قياسية جديدة .لكن ذلك يعني أن السوق ربما اقتربت من نقطة التصحيح المؤلم ، إذ لا يمكن لأي من الأصول أن تظل في حالة صعود دائم.

وفي الأسبوع الماضي أكمل مؤشر "اس آند بي 500" الصعود إلى مستويات قياسية مع قدر ضئيل من التقلبات ، ليمضي 377 يومًا دون ان تسبب عمليات البيع تراجعا بأكثر من  2.05٪  .و هذه أطول فترة صعود  للمؤشر منذ الأزمة المالية الكبرى، وفقًا لبيانات شركة "Factset"  التي جمعها موقع قناة "سي ان بي سي" الأميركية.

يأتي هذا الصعود في السوق مع تراكم مراكز المستثمرين في أسهم التكنولوجيا الضخمة، مثل " انفيديا"، وسط رهانات على أن الذكاء الاصطناعي سيعزز الأرباح. 

ومنذ بداية العام وحتى الآن، ارتفع مؤشر "أس اند بي 500" بأكثر من 14%. مدفوعا بتزايد توقعات المستثمرين بتخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في ضوء البيانات الجديدة التي تظهر أن التضخم يقترب من هدف البنك المركزي البالغ 2٪.

انقلاب في المزاج

وقال آدم تورنكويست، كبير الاستراتيجيين الفنيين في" LPL Financial"  لقناة " سي أن بي سي": "تبددت غيوم عدم اليقين الكلي على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية، حيث وفر تراجع التضخم الوضوح الذي تشتد الحاجة إليه بشأن المسار المستقبلي للسياسة النقدية".

 وأضاف تورنكويست :"ساعد السرد المتغير من رفع أسعار الفائدة إلى تخفيضات الأسعار والركود إلى المرونة الاقتصادية في سحب مؤشر VIX (مؤشر الخوف) إلى أدنى مستوياته في عدة سنوات، مما أدى في نهاية الأمر إلى تحويل سوق الأسهم إلى تقلبات منخفضة من التقلبات العالية".

وفي عام 2017، سجل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ثماني تحركات يومية فقط بأكثر من 1٪، في حين انخفض مؤشر الخوف إلى أدنى مستوياته التاريخية إلى أقل من 9. ومع ذلك، في العام التالي، عادت التقلبات إلى السوق، وارتفع مؤشر الخوف فوق 50 قبل أن يتراجع.