أسعار النحاس تسجل قفزات.. ما الأسباب؟

قفزت عقود النحاس اليوم بنسبة 3.26% إلى 4.4888 دولاراً مع ارتفاع تفاؤل المستثمرين بزيادة الطلب على المعدن الذي يُعتبر مؤشرًا صحيًا للاقتصاد العالمي لاستخداماته الواسعة في مختلف الصناعات، ما يعني أن سعره غالبًا ما يعكس الاتجاهات الاقتصادية العامة.

وعادةً ما يكون لتخفيض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تأثير إيجابي على أسعار النحاس. ويرجع ذلك إلى العلاقة بين أسعار الفائدة وقوة الدولار الأميركي. فعندما يخفض الفيدرالي الفائدة، يميل الدولار إلى الانخفاض مقابل العملات الأخرى.

وبما أن النحاس يُسعّر بالدولار في الأسواق العالمية، فإن ضعف الدولار يجعل المعدن أرخص للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى. وهذا يمكن أن يعزز الطلب من المشترين الدوليين، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النحاس.

إضافة إلى ذلك، تُعتبر تخفيضات الفائدة إشارة على أن الفيدرالي يتبع سياسة نقدية تيسيرية تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي، مما يزيد من النشاط الصناعي وبالتالي يرتفع الطلب على النحاس.

كما أن تخفيض الفائدة يقلل من تكاليف الاقتراض للشركات، مما يشجع الاستثمار في مشاريع البنية التحتية والبناء، وهي قطاعات تستخدم كميات كبيرة من النحاس.

إجراءات التحفيز الصينية

تلعب الصين دورًا حاسمًا في سوق النحاس العالمي باعتبارها أكبر مستهلك للمعدن. وبالتالي، فإن أي إجراءات اقتصادية كبيرة تتخذها الحكومة الصينية تؤثر بشكل كبير على أسعار النحاس.

في الآونة الأخيرة، تم الترحيب بالإعلانات الصينية حول إجراءات التحفيز من قبل محللي سوق النحاس. وتشمل هذه الإجراءات خفض متطلبات الاحتياطي النقدي للبنوك بمقدار 50 نقطة أساس وخفض معدلات الفائدة على الرهون العقارية، بهدف تحفيز النشاط الاقتصادي.

قطاع العقارات والبناء في الصين مهم جدًا للطلب على النحاس، حيث يُستخدم المعدن بشكل كبير في الأسلاك الكهربائية والسباكة. ولذلك، فإن إجراءات التحفيز التي تستهدف هذه القطاعات قد تؤدي إلى زيادة كبيرة في استهلاك النحاس.

النحاس كمؤشر اقتصادي

يُعرف النحاس باسم «الدكتور كوبر» في الأوساط المالية، لأنه يُعتبر مؤشرًا صحيًا للاقتصاد العالمي. ويرجع ذلك إلى استخداماته الواسعة في مختلف الصناعات، ما يعني أن سعره غالبًا ما يعكس الاتجاهات الاقتصادية العامة.

التحفيز النقدي من الفيدرالي والإجراءات الصينية عززا التوقعات بتحسن النمو الاقتصادي العالمي. هذا التفاؤل يدفع أسعار النحاس نحو الارتفاع، حيث يتوقع المتداولون زيادة في الطلب الصناعي.

التحديات

على الرغم من أن الطلب هو العامل الرئيسي الذي يحرك أسعار النحاس في الوقت الحالي، فإن قضايا العرض تلعب أيضًا دورًا مهمًا. هناك تقارير عن اضطرابات في المناجم في بلدان رئيسية منتجة للنحاس مثل تشيلي وبيرو. هذه القيود في العرض، إلى جانب الطلب المدفوع بالتحفيز، قد تؤدي إلى تشديد السوق، مما يدعم ارتفاع الأسعار.