تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى مجموعة من الأحداث الاقتصادية والتقارير المالية المهمة التي من شأنها التأثير على الأسواق العالمية. وأبرزها تقارير أرباح شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى واجتماعات صندوق النقد الدولي والنزاعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إذ من المتوقع أن تشهد الأسواق تقلبات قوية. كما سيظل التركيز منصباً على أسعار النفط التي تعرضت لضغوط مؤخراً.
من المقرر أن تصدر شركة «تسلا» نتائجها المالية يوم الأربعاء المقبل بعد إغلاق الأسواق. وذلك بعدما تعرضت أسهم الشركة لضغوط هذا الشهر بعد الإعلان عن سيارات الأجرة الذاتية «روبوتاكسي»، التي رأى بعض المستثمرين أنها تفتقر إلى تفاصيل ملموسة. وحتى الآن، انخفضت أسهم «تسلا» بنسبة 11% منذ بداية العام، مقارنة بارتفاع مؤشر «إس أند بي 500» بنسبة 22.5%.
ورغم التفاؤل بشأن الاقتصاد الأميركي بعد تقرير الوظائف القوي وخفض الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركيز الأميركي) لأسعار الفائدة، قد يؤدي أي تقرير ضعيف من «تسلا» إلى تجديد المخاوف بشأن تقييمات أسهم التكنولوجيا المرتفعة.
من المتوقع أن تستحوذ نتائج «تكساس إنسترومنتس» و«لام ريسيرتش» على اهتمام كبير هذا الأسبوع بعد التقلبات التي شهدها قطاع أشباه الموصلات الأسبوع الماضي. وانخفضت أسهم الشركات في هذا القطاع بعد توقعات مخيبة من «إيه إس ام إل»، أكبر شركة تكنولوجية في أوروبا، لكنها تعافت بعد تقرير أرباح قوي من سهم مجموعة «تايوان سومي كونداكتورز»، «TSMC» التي سجلت ارتفاعاً بنسبة 54% في أرباحها الفصلية. وتعد أسهم أشباه الموصلات ومعدات الإنتاج جزءاً مهماً من مؤشر «إس أند بي 500»، حيث تمثل حوالي 11.5% من وزنه.
سيكون الأسبوع هادئاً نسبياً على صعيد البيانات الاقتصادية الأميركية، مع نشر تقارير حول مبيعات المنازل الجديدة والقائمة، وطلبيات السلع المعمرة، وثقة المستهلك، والطلبات الأولية لإعانات البطالة. بالإضافة إلى ذلك، سيصدر الاحتياطي الفيدرالي كتاب «بيج بوك» يوم الأربعاء، الذي يقدم نظرة على الأوضاع الاقتصادية في مختلف المناطق الأميركية. كما من المتوقع أن يتحدث عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع، مما قد يعطي إشارات إضافية حول السياسة النقدية المقبلة.
سيجتمع قادة البنوك المركزية ووزراء المالية في واشنطن لحضور الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، لمناقشة التحديات الاقتصادية العالمية، بما في ذلك كيفية التعامل مع النمو الضعيف ومستويات الديون المرتفعة. وكان صندوق النقد الدولي قد حذر الأسبوع الماضي من أن الديون العامة العالمية ستتجاوز 100 تريليون دولار بنهاية العام، مما قد يحد من قدرة الدول على مواجهة الصدمات الاقتصادية.
تستمر أسعار النفط في التذبذب بعد أن شهدت تراجعاً بنسبة 7% الأسبوع الماضي، وذلك بسبب التوقعات القاتمة للطلب من الصين والنزاعات المستمرة في الشرق الأوسط. وانخفضت عقود «برنت» بأكثر من 7%، بينما سجلت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي تراجعاً بنحو 8%، وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ أوائل سبتمبر. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت بيانات الاقتصاد الصيني ضعفاً ملحوظاً في النمو، مما زاد من التوقعات بأن الطلب على النفط سيظل تحت الضغط. في الوقت نفسه، لا تزال التوترات الجيوسياسية تلقي بظلالها على الأسواق، حيث تتابع الأسواق تطورات الصراع في الشرق الأوسط وتأثيره على العرض العالمي.