ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، بعد سلسلة من التراجعات والرياح المعاكسة التي خيمت على سوق المعادن، بعدما أسفرت الانتخابات الرئاسية الأميركية عن فوز الجمهوري دونالد ترامب بولاية ثانية، وهو الذي يدعو إلى دولار قوي وسياسة تضخمية تقود إلى الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة، وهو ما انسحب على توقعات أسعار الذهب اليوم.
في غضون ذلك ازدادت أسعار الذهب قليلاً اليوم، مع بحث المستثمرين عن صفقات بعد انخفاضات حادة في الجلسة الماضية بينما يتحول التركيز إلى بيانات التضخم الأميركية، والتي قد تلقي مزيداً من الضوء على مسار السياسة النقدية.
صعد الذهب في المعاملات الفورية اليوم، بحوالي 0.5% أو ما يعادل 11 دولاراً، وصولاً إلى مستويات 2611 دولاراً بحلول الساعة 7:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.
بينما ازدادت العقود الآجلة الأميركية للذهب تسليم ديسمبر إلى مستويات 2620 دولاراً للأونصة بزيادة في حدود 0.4% أو ما يعادل 10 دولارات في الأونصة الواحدة.
زاد الذهب الآن بما يقرب من 180 دولاراً عن ذروته التاريخية، بعدما سجل مستوى قياسياً جديداً في الأسبوع قبل الماضي، حينما لامس 2801.2 دولار للعقود الآجلة ومستوى 2790.1 دولاراً للأونصة للأسعار الفورية.
خلال تعاملات أمس سجلت أسعار الذهب أدنى مستوياتها منذ 20 سبتمبر، وانخفضت في المعاملات الفورية إلى 2589.59 دولار، كما هبطت العقود الآجلة إلى 2615.70 دولار.
من المقرر صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة في وقت لاحق اليوم، وإذا أظهرت أن التضخم ينحسر، فقد يدعم هذا أسعار الذهب حيث يمنح تراجع مؤشر أسعار المستهلكين لـ«الفيدرالي» القدرة على خفض الفائدة.
تتجه التوقعات إلى استقرار التضخم على أساس شهري في الولايات المتحدة عند 0.2% بينما من المرجح أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين خلال أكتوبر إلى 2.6% مقابل 2.4% خلال سبتمبر.
تصدر بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية غداً، وبيانات مبيعات التجزئة في نهاية الأسبوع، إضافة إلى ذلك يترقب المستثمرون تصريحات رئيس مجلس «الفيدرالي» جيروم باول ومسؤولين آخرين.
وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، يتوقع المتداولون بـ58.7 % خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) الشهر المقبل.
كما كانت توقعات أسعار الفائدة قبل فوز ترامب ترجح احتمالات في حدود 80 % بشأن خفض أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل، وفقاً لأداة «فيد ووتش».
قال رئيس «الفيدرالي» جيروم باول، عقب اجتماع مجلس البنك الأسبوع الماضي: «البنك المركزي لا يأخذ في الاعتبار في الوقت الحالي نتائج الانتخابات الرئاسية في خياراته المتعلقة بالسياسة النقدية، حيث إنه وفي الأمد القريب، لن يكون للانتخابات أي تأثير على قراراتنا».
وأضاف باول: «نحن لا نخمن ولا نتكهن ولا نفترض، ما ستكون عليه خيارات الإدارة المستقبلية»، وذلك بعدما عاد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى متعهداً بسياسات من المرجح أن تؤدي إلى زيادة العجز والتضخم.