تضاربت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء، حيث اتجهت العقود الآجلة صوب المنطقة الخضراء، بينما نزلت أسعار المعدن الأصفر في المعاملات الفورية إلى المنطقة الحمراء، لتسيطر حالة من التضارب على توقعات سعر الذهب اليوم، وذلك إبان الهبوط العنيف للأسعار.
وسيطرت على المضاربين اليوم حالة من التشاؤم والإحجام بعدما سقطت أسعار الذهب بقوة أمس، حيث خسر الذهب ما يقرب من 3% من قيمته، ليبتعد خطوات جديدة عن ذروته التاريخية، مواصلاً سلسلة التراجعات التي بدأت عقب فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بولاية رئاسية جديدة للولايات المتحدة.
في غضون ذلك بقيت الأسعار تحوم حول أدنى مستوى في شهر، وسط حالة التباين والتضارب التي تسيطر على الأسواق، بينما ينتظر المستثمرون بيانات اقتصادية أميركية وتعليقات من مسؤولي مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) لمزيد من الوضوح بشأن مسار أسعار الفائدة.
تخلى المضاربون عن الارتفاعات المحدودة التي تم تسجيلها في وقت سابق من تعاملات اليوم والتي بلغت 0.2%، في ظل سيطرة حالة عدم اليقين بشأن توجهات أسعار الفائدة وقوة الدولار مع انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
إلى ذلك انخفضت أسعار الذهب في التعاملات الفورية بنحو 4 دولارات بحلول الساعة الـ4:30 صباحاً بتوقيت غرينتش، وصولاً إلى مستويات 2614 دولاراً للأونصة.
في المقابل ارتفعت العقود الآجلة الأميركية للذهب تسليم شهر ديسمبر نحو 8 دولارات أو ما يعادل 0.5% وصولاً إلى مستويات قرب 2633.10 دولار للأونصة.
وسجل الذهب أمس أدنى مستوياته منذ الـ10 من أكتوبر، إذ انخفض في المعاملات الفورية 2.5% إلى 2617.96 دولار للأونصة، فيما نزلت العقود الآجلة 2.9% إلى 2617.70 دولار.
يأتي انخفاض الذهب بينما يحوم الدولار قرب أعلى مستوى في أربعة أشهر مع استمرار تداولات المراهنة على سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، والتي من شأنها أن تجعل الدولار أقوى، وذلك على غرار قرارات فرض الرسوم والجمارك.
ارتفع مؤشر الدولار 0.5% أمس، إلى أعلى مستوياته منذ أوائل يوليو، وقفز المؤشر الأسبوع الماضي أكثر من 1.5 % إلى 105.44 عقب إعلان فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
ستركز السوق على بيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر، في الولايات المتحدة، والمقرر صدورها غداً الأربعاء، ومؤشر أسعار المنتجين وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية يوم الخميس، تليها مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي يوم الجمعة.
ومن المقرر أيضاً أن يتحدث عدد من مسؤولي «الفيدرالي» الأسبوع الجاري على رأسهم رئيس المجلس جيروم باول.
أظهرت أداة «فيد ووتش» أن المتعاملين يتوقعون الآن وجود فرصة نسبتها 65% لأن يخفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في ديسمبر، وذلك مقابل فرصة نسبتها 80% قبل فوز ترامب.
خلال الأسبوع الماضي خفض مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية كما كان متوقعاً على نطاق واسع إلى مستوى يتراوح بين 4.5 و4.75%.
في الوقت ذاته سجل الذهب أسوأ أداء أسبوعي له في أكثر من خمسة أشهر بعد انتخاب ترامب رئيساً لولاية ثانية الثلاثاء الماضي، وأدى فوزه لضبابية جديدة أمام «الفيدرالي» في ظل الخلاف المعلن بين ترامب وجيروم باول رئيس البنك.