الأنظار تتجه للفيدرالي الأميركي هذا الأسبوع
تضارب تصريحات ترامب زاد حيرة المتداولين
سجلت أسعار الذهب اليوم الاثنين، تراجعات كبيرة في التعاملات المبكرة، بعد 4 أسابيع من الارتفاعات القوية دفعت المعدن الأصفر، قرب أعلى مستوياته على الإطلاق، بعدما نجح في الوصول إلى أعلى مستوى منذ أكتوبر الماضي.
يأتي انعكاس حركة الأسعار المفاجئ اليوم، مع ارتفاع الدولار، الذي أنهى الأسبوع الماضي عند أدنى مستوى منذ 10 يناير الحالي، في حين يترقب المستثمرون القرار الخاص بأسعار الفائدة في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، تزامناً وتصريحات الرئيس دونالد ترامب المربكة.
يدعو ترامب إلى خفض أسعار الفائدة، في الوقت ذاته تتجه سياساته إلى فرض رسوم جمركية من شأنها أن تغذي التضخم، وترفع الأسعار؛ ما يدفع البنوك المركزية إلى تعليق أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة.
بلغت الأسعار في الأسبوع الماضي، أعلى مستوياتها منذ ثلاثة أشهر؛ إذ كانت على بعد 26.72 دولار فقط من أعلى مستوياتها على الإطلاق الذي بلغ 2790.15 دولار للأسعار الفورية و 2801 للعقود الآجلة، في نهاية أكتوبر الماضي.
تراجعت أسعار الذهب في العقود الفورية اليوم، بحوالي خمسة عشر دولاراً في الأونصة أو ما يعادل 0.55% وصولاً إلى مستويات 2755 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 04:30 بتوقيت غرينتش.
في حين تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم شهر فبراير بما يقرب من عشرين دولاراً في الأونصة، أو ما يعادل 0.7% وصولاً إلى مستويات 2778.2 دولار للأونصة.
صعد الذهب في المعاملات الفورية يوم الجمعة 0.9% إلى 2776.97 دولار للأونصة، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم فبراير 0.7% إلى 2783.80 دولار، بينما صعدت حوالي 2.8 % خلال الأسبوع.
قال ترامب في المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) أنه سيطالب بخفض أسعار الفائدة على الفور، إضافة إلى أنه يفضل عدم الاضطرار إلى فرض رسوم جمركية على الصين.
يقود انعدام الوضوح بشأن السياسات المستقبلية إلى أصول الملاذ الآمن مثل الذهب للتحوط من التقلبات؛ إذ انتشر عدم اليقين بشأن خطط ترامب التجارية بعد قوله إن الرسوم الجمركية على الواردات من كندا والمكسيك والصين والاتحاد الأوروبي قد يعلن عنها في الأول من فبراير.
توعد ترامب روسيا بفرض ضرائب ورسوم جمركية وعقوبات إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا قريباً، وروسيا هي أكبر منتج للبلاديوم في العالم ومورد رئيس للمعدن إلى الولايات المتحدة.
قد تتضاءل جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد التضخم إذا أدت سياسات ترامب، التي ينظر إليها على أنها تضخمية، إلى دفع البنك المركزي الأمريكي إلى الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
من المتوقع أن يُبقي صناع السياسات في مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة عند النطاق الحالي الذي يتراوح من 4.25% إلى 4.50% وذلك خلال اجتماعهم يومي 28 و29 يناير.
أظهرت أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم. إي أن المتعاملين يتوقعون بنسبة 99.5% أن يبقي مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» سعر الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل يومي 28 و29 يناير.
ستراقب الأسواق من كثب كيف سيواجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) التحركات المبكرة للرئيس دونالد ترامب، والتي من المرجح أن تشكل ملامح الاقتصاد هذا العام بما يشمل المطالبات بأن يستمر المجلس في خفض تكاليف الاقتراض.
عززت قوة البيانات الأميركية منذ الاجتماع الأخير للمجلس يومي 17 و18 ديسمبر وجهة النظر القائلة إن التضخم سيستمر في التحرك نحو 2% مع انخفاض معدل البطالة واستمرار التوظيف والنمو الاقتصادي؛ ما يمنح «الفيدرالي» الأميركي قدرة على خفض الفائدة.