logo
أسواق

الاكتتابات الأولية بسوق الإمارات في 2025.. هل تكون أفضل من سابقاتها؟

الاكتتابات الأولية بسوق الإمارات في 2025.. هل تكون أفضل من سابقاتها؟
حفل إدراج شركة «إيه دي إن إتش للتموين بي إل سي» الإماراتية في سوق أبوظبي للأوراق المالية يوم 23 أكتوبر 2024المصدر: حساب سوق أبوظبي على منصة (إكس)
تاريخ النشر:25 فبراير 2025, 01:51 م

ينتظر سوق الطروحات الأولية في الإمارات أن يكون عام 2025 واعداً، مع طرح شركات كبرى في قطاعات متنوعة، بيد أن أداء 7 شركات طُرِحَت للاكتتاب في العام 2024، يكشف عن فجوة بين التوقعات والواقع كما تظهر الطروحات السابقة، فما الذي يجب على المستثمرين الاستفادة منه؟

يتوقع أن تطرح 5 شركات على أقل تقدير أسهمها للاكتتاب العام خلال 2025، قد تجمع ما يصل إلى أكثر من 6 مليارات دولار، وفقاً لتقديرات «ناجا.كوم»، وسيزيد هذا الرقم في حال طرح شركات إضافية.

تضم قائمة الشركات التي تنوي طرح أسهمها كلاً من «الاتحاد للطيران»، و«فايف هولدينجز»، و«دوبيزل غروب»، و«ألفا داتا»، ووحدتين عقاريتين من أصول «دبي القابضة».

تعزز عوامل انخفاض الفائدة ونمو الناتج المحلي الإجمالي في الإمارات بنحو 6% الثقة لدى المستثمرين، رغم التحديات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

طروحات قادمة

يجري الآن الاكتتاب في أسهم شركة «ألفا داتا» التي تعتزم جمع 150 مليون دولار عبر 400 مليون سهم بسعر يتراوح بين 1.45 إلى 1.5 درهم مع عائد 9%. وربما تكون شركة «الاتحاد للطيران» ثاني هذه الشركات التي ستطلق الطرح العام الأولي لجمع نحو مليار دولار من خلال طرح 20% من أعمالها، ليكون بذلك أول طرح عام أولي لشركة طيران كبرى في منطقة الخليج منذ عقدين.

وكشف الرئيس التنفيذي لمجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية أمس الاثنين، عن طرحين في السوق منذ بداية العام، أحدهما لصندوق استثماري متداول وهو صندوق «شيميرا آي بوكس لسندات الخزانة الأميركية المتداول»، والذي يتتبع أداء سندات الخزانة الأميركية المقومة بالدولار، وأُدْرِج في السوق يوم 20 فبراير الجاري، والآخر لشركة مساهمة عامة من المتوقع إدراجها الشهر القادم في السوق، متوقعاً المزيد من الإدراجات خلال النصف الأول من العام الجاري. 

يتوقع أن تشهد الطروحات جميعها خلال 2025 إقبالاً استثنائياً، كما حدث في طروحات العام 2024 حيث تجاوزت آنذاك طلبات الاكتتاب المعروض بعدة أضعاف، فقد استقطبت على سبيل المثال شركة «لولو ريتيل»، اكتتاباً يعادل 25 مرة، مع مشاركة 82,000 مستثمر، بينما بلغ تجاوز طلبات الاكتتاب في شركة «طلبات» 15 مرة، فيما سجلت شركة «باركين» 165 مرة، لتكون بذلك الأعلى في تاريخ سوق دبي المالي.

الأداء بعد الإدراج

لكن سرعان ما تلاشت مكاسب بعض الشركات بعد الإدراج، حيث سجلت بعض الأسهم تراجعاً ملحوظاً، فقد تراجع سهم «لولو ريتيل» بنسبة 10% عن سعر الطرح (1.84 درهم مقابل 2.04 درهم، فيما تراجع سهم «طلبات» بنسبة 14% ليصل إلى 2.92 درهم مقابل 3.40 درهم، بينما حافظ سهم «سبينس» على سعر الطرح عند 1.53 درهم.

في المقابل، خالف سهم «إن إم دي سي إنرجي» الاتجاه بارتفاعه بنسبة 15% إلى 3.45 درهم، وسهم «باركين» الذي ارتفع +20% إلى 3.60 درهم الاتجاه السلبي، بينما سجلت «أدنه كاترينغ» و«ألف إديوكيشن» انخفاضات طفيفة بين 5-8%.

شهية المستثمرين

ارتفع الطلب على الاكتتابات من المستثمرين الأفراد والمؤسسات، مدعوماً بـنمو اقتصادي غير نفطي بلغ 5.2%، وفقاً لمصرف الإمارات المركزي، وزخم الخصخصة، مثل إدراج «باركين» ضمن أصول هيئة الطرق والمواصلات بدبي.

كما ساهمت التدفقات الأجنبية، التي شكلت 43% من ملكية الأسهم في سوق أبوظبي، في تعزيز الطلب، مستفيدة من متوسط ارتفاع الاكتتابات بنسبة 37% في اليوم الأول، وفقاً لـ (Century Financial).

بينما جذبت الشركات الاستهلاكية مثل «لولو»، و«طلبات»، و«سبينس» اهتماماً كبيراً، إلا أنها واجهت صعوبات بعد الإدراج، حيث جاءت تقييماتها (مضاعف الربحية: لولو 18x، طلبات 20x) مرتفعة مقارنة بالعوائد الفعلية. أما القطاعات الدفاعية، مثل البنية التحتية «باركين» والطاقة «إن إم دي سي»، فحافظت على استقرارها، مدعومة بتدفقات نقدية مستقرة ودعم حكومي.

الدروس المستفادة 

ارتفاع الطلب على الاكتتاب خلال الطروحات لا يعني مكاسب مستدامة، فقد شهدت «لولو» و«طلبات» اكتتاباً مفرطاً، لكن أداءهما بعد الإدراج كشف عن مخاطر التقييم المبالغ فيه. لذلك، ينبغي على المستثمرين مقارنة مضاعفات الربحية (P/E) بمتوسط السوق في سوق أبوظبي للأوراق المالية (13-15x) بدلاً من الانجراف وراء الضجيج.

كما يجب اختيار القطاعات بحكمة، فقد تفوقت الأسهم الدفاعية مثل «باركين» بعائد توزيعات 8% على الأسهم الاستهلاكية المتقلبة، ما يعكس أهمية الاستثمار في قطاعات ذات تدفقات نقدية مستقرة ونموذج أعمال واضح.

ولا شك في أن توقيت الإدراج يؤثر في الأداء، فقد واجهت إدراجات الربع الرابع (لولو، وطلبات) ضغوط جني أرباح وسط مخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي، على عكس إدراجات الربع الأول «باركين»، التي استفادت من زخم السوق، وهنا يبدو أن الإدراجات المبكرة في 2025 قد تحقق نتائج أفضل إذا خفض الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة.

وختاماً، فهناك ضرورة ملحة لتوعية المستثمرين الأفراد، فقد أسهمت مشاركة 82,000 مستثمر في اكتتاب «لولو» في تضخم الفقاعة السعرية، ما يؤكد الحاجة إلى تعزيز التثقيف المالي للمستثمرين الأفراد عبر مبادرات من أسواق أبوظبي ودبي المالية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC