أسهم الصين تدفع ثمناً باهظاً لانتكاسة خطة التحفيز.. ماذا يحدث في آسيا؟

بين عشية وضحاها تبدلت حال الأسواق، وهبطت الأسهم في الصين بشدة مع نهاية تعاملات اليوم الأربعاء، حيث فشلت تفاصيل خطط التحفيز الاقتصادي من المسؤولين في بكين بتلبية توقعات المستثمرين، بينما ارتفعت الأسواق الأخرى في آسيا، وذلك على النقيض من سيناريو أمس الثلاثاء.

كانت أسهم الصين أفلتت من خيبة الأمل التي لحقت بالأسواق بعد الإعلان عن محفزات محدودة من المسؤولين في بكين، التي جاءت أقل كثيراً من التوقعات، والتي رجحت استمرار ضخ السيولة لتعزز الخُطَّة القوية التي تم إطلاقها نهاية سبتمبر وارتفعت على إثرها الأسهم لمستويات قياسية.

هبوط حاد

◄ انخفض مؤشر شنزن المركب SZSE Component بـ8.2% أو 937 نقطة إلى 10557.8 نقطة بعدما ارتفع أمس 9.2% إلى أعلى مستوى منذ أبريل 2023.
◄ هبط مؤشر شنغهاي بـ6.6% ما يعادل 340 نقطة وصولا إلى مستوى 3258.8 نقطة، بعدما ارتفع أمس 5.9% إلى أعلى مستوى منذ يوليو 2022. 
◄ نزل مؤشر شنغهاي شنزن المركب CSI 300 بنسبة 7% ما يعادل 300 نقطة إلى مستوى 3955.9 نقطة بعدما ارتفع أمسِ 4.6% إلى أعلى مستوى منذ يناير 2022.

امتصاص الصدمة

◄ تراجع مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ 1.8% 50530 نقطة بحلول الساعة 7:30 صباحا بتوقيت غرينتش، بعدما انخفض أمس الثلاثاء 9.4%.
◄ ارتفع مؤشر آسيا داو 0.3% إلى 4336 نقطة بعدما انخفض امس 3.1%.
◄ ازداد مؤشر نيكاي 255 0.9 % إلى مستوى 39277.9 نقطة، بعدما انخفض أمس 1%.
◄ صعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً في اليابان 0.3% إلى مستوى 2707 نقاط، بعدما انخفض أمس الثلاثاء 1.5%.
◄ ارتفع مؤشر سنغافورة الرئيس 0.5% ما يعادل 18 نقطة إلى مستويات 3592 نقطة بعدما انخفض أمس 0.6%.

خيبة أمل 

في مذكرة لبنك «إتش إس بي سي» أشار الخبير الاستراتيجي جينغ ليو إلى أن السوق لم تسمع جديداً من اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح أو مجلس الدولة أو وزارة المالية بشأن تفاصيل التحفيز.

أشار ليو في مذكرة نشرتها «رويترز»، إلى أن الفرصة لطمأنة الأسواق ضاعت، ومن غير المرجح أن يستمر هذا الارتفاع الذي يسيطر على أداء الأسهم إلى أن تظهر السلطات للمستثمرين قرارات جديدة تعزز التحفيز.

وقال ييب جون رونغ من بنك «آي جي» على موقع «ذا انديا»: «إن الافتقار إلى التحفيز الجديد سبب لخيبة الأمل، حيث كان العديد من المشاركين في السوق يأملون في أن تحذو السياسة المالية حذو قرارات البنك المركزي الذي تم إطلاقها في أواخر سبتمبر، ولكن كان هناك تراجع في إعلان أمس».

فيما قال ستيفن إينيس من شركة «إس بي آي» لإدارة الأصول: «دعونا نسمي الأمر باسمه الحقيقي إنه ــ فشل ذريع ــ حيث فتحت الأسهم الصينية على انخفاض حاد، ما أرسل إشارة واضحة إلى أن السوق لم تعد تصدق الوعود الفاترة».

صدمة الصين

تفاجأت الأسواق أمس، بانتكاسة غير متوقعة لخطة التحفيز الصينية التي وصفها بنك الصين المركزي بالأكبر منذ الجائحة، وهو ما قلص من ارتفاع المؤشرات الصينية عند الإغلاق، بينما أصاب أسواق أخرى في آسيا وأوروبا وسوق السلع بخيبة أمل.

وأسفر اجتماع اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، الذي تزامن انعقاده مع نهاية تداولات الأسواق الصينية، عن تخصيص الصين 200 مليار يوان (28 مليار دولار) لمشاريع استثمارية من جانب الحكومات المحلية هذا العام، حيث وعدت بتحقيق أهدافها الطموحة للنمو الاقتصادي.

يأتي ذلك بينما توقعت بنوك استثمار عالمية الإعلان عن تدابير مالية إضافية بقيمة إجمالية تبلغ نحو 2 تريليون يوان (285 مليار دولار) هذا الشهر، بعد أن أعطى الزعيم الصيني شي جين بينغ موافقته في أواخر سبتمبر على خُطَّة النمو.

كما قال رئيس اللجنة تشنغ شانغيه وفق بيان اليوم :«نحن واثقون من تحقيق أهداف ومهام التنمية الاقتصادية والاجتماعية السنوية، والحفاظ على التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والمستقرة والصحية».

هوس الأسهم

قال كبير خبراء الاقتصاد في آسيا لدى بنك «إتش إس بي سي»، فريد نيومان : «قدمت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح رسالة واضحة مفادها أن صناع السياسات سيواصلون موقفهم المؤيد للنمو». 

وشعر المستثمرون بخيبة أمل إزاء الافتقار إلى التفاصيل بشأن التدابير المالية الجديدة، وفق نيومان الذي قال «هناك حاجة ماسة إلى تخفيف القيود المالية لتسريع النمو على أساس مستدام، ومن المرجح أن يأتي هذا في وقت لاحق من الشهر الجاري».

كما أضاف نيومان: «أدى غياب الإعلان عن تحفيزات ضخمة أمس الثلاثاء إلى تهدئة الهوس بالأسهم في هونغ كونغ والصين وأوروبا».